عرض عام
في ٢٣ يوليو ١٩٧٠، أطاح السلطان قابوس بن سعيد آل بوسعيد بوالده سعيد بن تيمور في انقلاب قصر دعمته بريطانيا في محافظة ظفار الجنوبية التي تعصف بها الرياح الموسمية. وقد حكم السلطان قابوس سلطنة عمان حتى وفاته في يناير ٢٠٢٠، ليتفرد بأطول فترة حكم في منطقة الخليج. عُرِف عن قابوس دوره في تيسير الحوارات الدولية، كذلك الذي أدى إلى الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران عام ٢٠١٥، لكن طفولته وشبابه لا يعرف عنهما سوى القليل. إن لسنوات نشأته الأولى أهمية خاصة، وإن لم تبدُ كذلك، قد تمكننا من فهم فترة حكمه الطويل.
ولادة وريث
في أكتوبر ١٩٤٠، روى الوكيل السياسي مبعوث مدني رسمي من الامبراطورية البريطانية في مسقط، توم هيكينبوثام، تفاصيل حديثه مع السلطان سعيد بن تيمور بشأن خليفته. فنظرًا لغياب وريث ذكر، شعر السلطان سعيد حسب قوله بأنه لا يوجد بين أفراد عائلته من يستوفي المعيارين اللازمين لخلافته، وهما مشاركته وجهات نظره بشأن علاقة دولته الوثيقة بالحكومة البريطانية وأن يحظى بقبول شخصي لدى غالبية الشعب. ويبدو أن السلطان فضّل حتى أن يتولى ضابط بريطاني منصب الوصي على العرش بدلاً من أحد أفراد أسرته.
ولكن بعد مرور شهر واحد، تلقى السلطان سعيد "الأنباء السارة" أثناء وجوده في مسقط، حيث وُلد قابوس في ظفار لأمه ميزون المعشني، التي وصفها تشارلز جيفري برايور، المقيم السياسي الممثل الرئيسي للمقيمية البريطانية في الخليج وهي الذراع الرسمي للامبراطورية البريطانية من ١٧٦٣ إلى ١٩٧١ في الخليج العربي، بأنها "امرأة ظفارية من عائلة محترمة'' (IOR/R/15/6/216، ص. ٥١و).
ونظرًا لكونه ابنًا شرعيًا، فقد أوصى برايور بأن يقدم كل من ملك إنجلترا ونائب الملك في الهند التهاني.
عزلة قابوس وتعليمه
تعامل سعيد بن تيمور مع ظفار على أنها "ملكية خاصة" وملجئً لتجنب "ضجر" الطقس والسياسة في مسقط. (IOR/L/PS/12/3720A، ص. ٤١٣و). وقد ساهمت هذه النشأة في ظفار في عزلة قابوس الذي لم يكن على تواصل دائم مع باقي أفراد عائلته. وكان لا يزال في سن العاشرة "في أجنحة النساء [...] تحت إشراف وحراسة دائمين"، ونادرًا ما التقى بأي شخص خارج القصر في صلالة (IOR/R/15/6/343، ص. ١١و).
في أغسطس ١٩٤٥، أبلغ الوكيل السياسي مبعوث مدني رسمي من الامبراطورية البريطانية في مسقط، رالف إنجهام هالوز، المقيم السياسي الممثل الرئيسي للمقيمية البريطانية في الخليج وهي الذراع الرسمي للامبراطورية البريطانية من ١٧٦٣ إلى ١٩٧١ المنفذ في الخليج العربي، المقدم أرنولد كراوشو جالوواي، أنه سأل السلطان سعيد عن تعليم قابوس. يبدو أن السلطان سعيد كان يفكر في إرساله لمصر لتلقي تعليمه الابتدائي بدءًا من سن الثامنة وقد ناقش ذلك بالفعل مع الملك فاروق الأول. لكن قابوس تلقى تعليمه في نهاية المطاف في كل من بري سانت إدموندز في سوفوك والأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست في المملكة المتحدة.
عودة وتمرد وانقلاب
عاد قابوس من ساندهيرست إلى صلالة حيث عُزل مجددًا ومنع من الالتقاء بأي شخص بخلاف مستشاري السلطان الموثوق بهم. في هذه الأثناء، وخارج جدران القصر، كان السخط بين سكان "الملكية الخاصة" للسلطان سعيد يتصاعد ليتحول إلى تمرد ضده في ١٩٦٣. وفي ذروة حرب ظفار التي تلت التمرد، وقع انقلاب دعمته بريطانيا في قصر السلطان في صلالة في ٢٣ يوليو ١٩٧٠. يُزعم أن هذا الانقلاب الذي أفضى إلى اعتلاء قابوس عرش سلطنة عُمان، كان بمساعدة زميله في ساندهيرست، تيموثي لاندون.
كثيرًا ما كتب المعلقون أن قابوس، وعلى عكس حكام الخليج الآخرين، كان "وحيدًا على العرش"، يحكم بمعزل عن أفراد أسرته الآخرين. ربما يمكن تفسير تفضيله لهذه العزلة طوال فترة حكمه بسنواته المبكرة المنعزلة في صلالة وتعليمه في الخارج.