عرض عام
ما هي مجموعة بلاد فارس؟
تمثل مجموعة بلاد فارس (رقم ٢٨) جزءًا من سجلات الإدارة السياسية (الخارجية) ضمن سلسلة ملفات L/PS/12 في سجلات مكتب الهند إدارة الحكومة البريطانية التي كانت الحكومة في الهند ترفع إليها تقاريرها بين عامي ١٨٥٨ و١٩٤٧، حيث خلِفت مجلس إدارة شركة الهند الشرقية. . وتركز المجموعة على مصالح بريطانيا في إيران خلال ثلاثينيات وحتى أواخر أربعينيات القرن العشرين. ورغم أن الحكومة الفارسية غيرّت اسم بلادها إلى إيران في عام ١٩٣٥، استمر المسؤولون البريطانيون في الإشارة إليها ببلاد فارس في مراسلاتهم. وتتألف مجموعة بلاد فارس بالمجمل من ١٦٦ مادة في هيئة ملفات مفردة ومجلدات مجّمعة، بلغ مجموعها أكثر من ٣١٠٠٠ صفحة.
ما هي أنواع السجلات التي ستجدونها؟
تتألف مجموعة بلاد فارس في أغلبها من مراسلات على شكل رسائل وبرقيات ومذكرات وتقارير ومحاضر اجتماعات ووثائق قانونية وخرائط. صُنّفت أغلب المجموعة على أنها سرية، واشتملت في طياتها على مواد حساسة موسومة بعبارة "سري للغاية".
الأطراف الرئيسية للمراسلات هي طاقم عمل المفوضية البريطانية في طهران (المكتب السياسي الرئيسي لبريطانيا في طهران)، ومكتب الهند، ووزارة الخارجية البريطانية والحكومة في الهند. على الصعيد الدبلوماسي، لم يكن لبريطانيا سفيرٌ في إيران حتى عام ١٩٤٦، إذ كان الممثل السياسي البريطاني الأعلى رتبة في طهران قبلها هو المبعوث فوق العادة والوزير المفوض. وخلال أشهر الصيف، كانت المفوضية تبعث بمراسلاتها من مقرها في حديقة قلهك، خارج المدينة. وقد حملت مراسلات أخرى من المفوضية اسميّ المستشار في المفوضية والملحق العسكري.
وإلى جانب المراسلات المتبادلة بين الإدارات الحكومية البريطانية، تضم مجموعة بلاد فارس مراسلات إلى المفوضية البريطانية من أطراف أخرى، منها: حكومة إيران، خاصةً وزير أو وزارة الشؤون الخارجية؛ وشركة النفط الأنجلو-فارسية (بريتيش بتروليوم فيما بعد)؛ وشركة الاتصالات الإمبراطورية والدولية المحدودة، المسؤولة آنذاك عن تشغيل وصيانة خطوط التلغراف البريطانية في إيران.
يتألف جزء كبير من مجموعة بلاد فارس من تجميعات لمذكرات قنصلية ومذكرات تجارية وملخصات استخباراتية من الممثلين القنصليين البريطانيين في مختلف أقاليم إيران. ويمكن القول أن البريطانيين تمتعوا بتمثيل سياسي في أنحاء البلاد عبر القنصليات أو النيابات القنصلية في كلٍ من أصفهان ومشهد والأهواز وكرمان وكرمانشاه وخرمشهر وسيستان وتبريز.
جرت العادة أن يرسل القنصل أو نائب القنصل هذه التقارير شهريًا إلى المفوضية البريطانية، إلا أن العديد من التقارير كانت ترد كل أسبوعين خلال الحرب العالمية الثانية. وبخلاف الملفات الأخرى في مجموعة بلاد فارس التي ترد فيها المراسلات الأقدم في نهاية الملف والأحدث في بدايته، فإن العديد من هذه الملفات مرتبة بحيث تظهر أقدم التقارير في بداية الملف وأحدثها في نهايته.
ما هي الموضوعات التي تتناولها مجموعة بلاد فارس؟
تندرج ملفات مجموعة بلاد فارس بوجهٍ عام تحت واحدة من فئتين: تلك العائدة لفترة الثلاثينيات قبل الحرب العالمية الثانية، وأخرى عائدة للفترة بين ١٩٣٩-١٩٤٩ أثناء الحرب وعقبها مباشرة. تُعنى الملفات التي تسبق الحرب بشكل رئيسي ببرنامج شاه إيران لتحديث البلاد حكومةً وشعبًا على الطراز الأوروبي؛ والتجارة الإيرانية؛ وخطوط السكك الحديدية الفارسية، مع التركيز بشكلٍ خاص على السكة الحديدية التي تصل ميرجاوه بزاهدان على حدود بلوشستان؛ ونقل القسم الإيراني من إدارة التلغراف الهندو-أوروبية إلى الحكومة الإيرانية؛ والحدود بين إيران وبلوشستان البريطانية؛ ومسائل متعلقة بشركة النفط الأنجلو-فارسية؛ والعلاقات بين الحكومتين الإيرانية والبريطانية.
أما الملفات التي يعود تاريخها إلى فترة الحرب فيتعلق أغلبها بالغزو الأنجلو-سوفيتي وما لحق ذلك من احتلال إيران بين ١٩٤١ و١٩٤٦. خلال هذه الفترة، احتلت بريطانيا الأقاليم الجنوبية للبلاد، بينما احتل الاتحاد السوفيتي الأقاليم الشمالية، بغية وضع حدٍ لتجارة إيران مع ألمانيا، وتأمين وصول الحلفاء إلى حقول النفط الإيرانية، والحفاظ على خطوط إمداد الحلفاء إلى الاتحاد السوفيتي خلال الحرب. وتركز هذه الملفات على الإدارة المالية لإيران خلال فترة الاحتلال تحت إشراف المستشار الأمريكي آرثر تشيستر ميلسبو؛ والبروباجاندا السوفيتية والبريطانية، والأوضاع السياسية والاجتماعية المتدهورة في أنحاء إيران عقب الحرب، مع الإشارة إلى قلق بريطانيا بشأن النفوذ السوفيتي المتنامي في شمال إيران، الذي تمخض عن أزمة أذربيجان عام ١٩٤٦.
فجوات في المجموعة
عند النظر في ملفات مكتبة قطر الرقمية، تظهر بعض الفجوات بين الملف IOR/L/PS/12/3390 والملف IOR/L/PS/12/3550. فالملف IOR/L/PS/12/3393 مفقود أو غير موجود، والملف IOR/L/PS/12/3498 فارغ، بينما يحتوى الملفان IOR/L/PS/3461 وIOR/L/PS/12/3545 بشكل أساسي على قصاصات صحف إخبارية، ولذلك لم تُرَقمَن بسبب القيود التي تفرضها حقوق النشر.
باختصار، تمثل ملفات مجموعة بلاد فارس مصدرًا قيّمًا للطلاب والباحثين المهتمين بعلاقة بريطانيا التاريخية بإيران في مطلع القرن العشرين، ودورها في احتلال إيران خلال الحرب العالمية الثانية.