عرض عام
تتضمن الملفات الموجودة في سجلات مكتب الهند، والتي جمعتها بين عامي ١٩٢٠ و ١٩٥١ المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في بوشهر ووكالاتها السياسية في الخليج (البحرين، الكويت، الشارقة، مسقط)، المئات من بيانات العتق. تأتي هذه البيانات كجزء من السياسة البريطانية في الخليج لتحرير العبيد (وإن كان ذلك وفقًا لشروط معينة) الذين تقدموا بطلب عتق إلى وكالات المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية. وهناك عدد متزايد من هذه البيانات التي أصبحت متاحة للجميع على مكتبة قطر الرقمية.
شروط الطلب
كان على المتقدمين بطلبات العتق أن يمروا بمقابلات مع موظفي الوكالة إما (١) مركز تجاري تابع لشركة الهند الشرقية؛ أو (٢) مكتب تابع لشركة الهند الشرقية ولاحقًا للراج البريطاني. المعنية. وفي جميع الحالات تقريبًا، اتخذت هذه المقابلات نسقّا استجوابيًا ثابتًا يهدف إلى استخلاص المعلومات الرئيسية التالية لتحديد مبررات العتق:
- تاريخ طلب العتق الذي تقدم به العبد، بالإضافة إلى أية علامات واضحة عن سوء المعاملة، حسب ما رآه موظفو الوكالة؛
- اسم العبد، وعمره التقريبي، وجنسه؛
- أصول العبد، إن عُرفت، وكيفية دخوله في العبودية؛
- معلومات تفصيلية عن مسارهم منذ استعبادهم وصولًا إلى وضعهم الحالي، بما في ذلك الملاك السابقون، والطرق التي سلكوها عند الاتجار بهم، والأثمان التي بيعوا بها؛
- المهام التي قاموا بها كعبيد؛
- أسباب هروبهم من أسيادهم.
وتحمل الكثير من البيانات بصمة الإبهام الأيسر كبديل عن التوقيع الرسمي.
حياة الرقيق وأعمالهم
بالرغم من نظام الاستجواب الصارم واستخدام العبارات المكررة، ومن أنه لم يتبقّ من بيانات العتق هذه إلا ما كان يسجله وينقله موظفو الوكالة، إلا أن هذه البيانات تقدم لمحة فريدة عن حياة السكان المستعبَدين في الخليج – وفي بعض الحالات عن حياتهم قبل العبودية. على سبيل المثال، يروي شاب يدعى جانهاج أنه اختُطف من موطنه في بلوشستان عندما كان في العاشرة من عمره.
وفي رواية مماثلة، اختُطف إسماعيل بن مبارك في سن السادسة من زنجبار، أفريقيا الشرقية، في أواخر القرن التاسع عشر، وبقي عبدًا لمدة ثلاثين سنة.
كما تقدم بيانات العتق صورة عن الحياة العملية للرقيق في منطقة الخليج. حيث فاق عدد طالبي العتق من الرجال أمثالهم من النساء بمعدل ثلاثة إلى واحد. وكان معظم الرجال عمالًا بالسخرة في صيد اللؤلؤ، بينما كانت تشكل العبودية المنزلية ثاني أكبر مجال للعمل. وفي هذا المجال الأخير كان عدد المتقدمين من النساء أكثر من الرجال. ومن بين الرجال الذين وصفوا أنفسهم بالخدم المنزليين، صرح ثلثيهم بأن الخدمة المنزلية لم تكن عملهم الرئيسي: حيث يُرجّح أنهم عملوا أساسًا بصيد اللؤلؤ ولكن كان أسيادهم يوكلون إليهم مهامًا منزلية خارج موسم الصيد، الذي امتد عادةً من شهر مايو إلى شهر أكتوبر. ومن بين الأعمال الأخرى التي كان يقوم بها العبيد: رعي الغنم، والعمل في مزارع التمر، وحمل المياه، وجمع الحطب. معظم هذه المهام كانت من اختصاص العمال الرجال، وكانت غالبًا ما تتم خارج موسم صيد اللؤلؤ. وتتضمن سجلات العتق أيضًا عددًا قليلًا من النساء اللواتي وصفن أنفسهن بالجاريات.
دوافع التماس العتق
من بين الجوانب الحياتية الأخرى التي سلطت بيانات العتق الضوء عليها هي العلاقة بين الرقيق ومن زعموا ملكيتهم. كما يمكننا أن نتوقع، كثيرًا ما تتطرق البيانات لنقطة التحول الجذري أو الانهيار التام في العلاقة بين العبد و"سيده"، مما جعل حياة العبد لا تطاق، أو غير مستقرة، أو الاثنين معًا. وهيمنت قضايا العنف والاعتداء والحبس وسوء المعاملة على الدوافع التي أدلى بها العبيد الهاربون من ملاكهم. وكثيرًا ما ادعى غواصو اللؤلؤ العاملون بالسّخرة عدم تزويدهم بالغذاء واللباس الكافيين، ويرجع هذا على الأرجح إلى أن النواخذ كانوا يلاقون صعوبة في سد تكاليف إعالة العبيد نظرًا لتدهور تجارة اللؤلؤ.
كما أعرب الكثير من طالبي العتق عن خوفهم من أن يقوم مالكهم الحالي بإعادة بيعهم، ومعه عن خوفهم الضمني من أن حياتهم المحتملة قد تُستبدل قريبًا بأخرى أسوأ بكثير. أما العبيد المتقدمون في السن، الذين قضى الكثيرون منهم أغلب شبابهم في العبودية، فكثيرًا ما كانوا يلتمسون العتق لأنهم قد شاخوا أو لا يمكنهم مواصلة العمل. كما توجد طلبات ممن قد أعتقهم ملاكهم بالفعل لوجه الله، أو أن المالك قد مات، ولكنهم بحاجة إلى شهادة رسمية تثبت عتقهم.
وترسم لنا بيانات العتق صورة ًغنية الملامح عن العلاقات الاجتماعية بين العبيد في منطقة الخليج. حيث تقدم لنا فكرة عن حياتهم الأسرية ومعاناة الكثير منهم للحفاظ على شمل عائلاتهم. فالكثير من طالبي العتق تحدثوا عن أمهات وآباء وأزواج وزوجات وأبناء وبنات. وكان السبب الكامن وراء طلب معظم هؤلاء للعتق هو رغبتهم في أن يلتقوا مجددًا بأفراد عائلاتهم – أو خوفهم من فراقهم.
وجهات نظر مختلفة
هناك قدر كبير من المعلومات التي لا تحتويها بيانات العتق. على سبيل المثال، تكاد لا توجد أية أدلة على كيفية تمسك العبيد بالتقاليد الثقافية التي أتوا بها من بلادهم الأصلية، كألوان الطقوس والموسيقى والرقص المختلفة التي أتى بها العبيد الأفارقة إلى الخليج. ومع ذلك، أيًا كان القصور في بيانات العتق في توثيق حياة السكان المستعبَدين في المنطقة، فإن هذه البيانات تشكل بديلًا مرحبًا به عن آراء الإداريين الاستعماريين التي تهيمن على سجلات الوكالات البريطانية في الخليج.
بيانات العتق على مكتبة قطر الرقمية
ترد معظم بيانات العتق التي قُدمت إلى المكاتب البريطانية في الخليج بين عامي ١٩٢٠ و ١٩٥٠ ضمن السلاسل الأرشيفية التالية:
- في ملفات المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. السياسية: ملف ٥: تجارة الرقيق (من IOR/R/15/1/199 إلى IOR/R/15/1/234)
- في ملفات الوكالة إما (١) مركز تجاري تابع لشركة الهند الشرقية؛ أو (٢) مكتب تابع لشركة الهند الشرقية ولاحقًا للراج البريطاني. السياسية في البحرين: ملف ١١: تجارة الرقيق (من IOR/R/15/2/1365 إلى IOR/R/15/2/1367)
- جزء من ملفات مكتب العامية في وكالة إما (١) مركز تجاري تابع لشركة الهند الشرقية؛ أو (٢) مكتب تابع لشركة الهند الشرقية ولاحقًا للراج البريطاني. البحرين (من IOR/R/15/2/1824 إلى IOR/R/15/2/1857)