عرض عام
في ٢٠١٣، عبر أربعة وستين مليون مسافر دولي جوًا من خلال مطار دبي الدولي، مما جعل المطار في المرتبة الثانية بعد مطار هيثرو في لندن من حيث حجم الرحلات الجوية الدولية. يعتبر الموقع الجغرافي الاستراتيجي للخليج بين أوروبا وشبه القارة الأسيوية وأستراليا من بين أسباب تعاظم هذه الحركة الجوية عبر المنطقة اليوم، حيث عبَر حوالي ١٠٠ مليون من خلال مطارات دبي وأبوظبي والدوحة الدولية مجتمعة في ٢٠١٢.
التطور المبكر في ثلاثينيات القرن العشرين
أدرك المسؤولون البريطانيون أهمية الخليج كطريق جوي استراتيجي في ثلاثينيات القرن العشرين حيث سعوا لتأسيس سلسلة من المطارات على الساحل العربي للخليج العربي. وكان هذا جزءًا من المخطط الطموح للبريد الجوي الإمبراطوري، الذي سعي لتوحيد الطرق الجوية البريطانية مع أثمن حيازات الإمبراطورية، وهي الهند، وما بعدها إلى أستراليا. وتم إنشاء أول مطار منها في الشارقة، في المكان الحالي لمتحف المحطة.
وخلال ثلاثينيات القرن العشرين، تم تأسيس مرافق تشمل مدرجات الهبوط ومحطات التزويد بالوقود ومحطات اللاسلكي والمنارات وأماكن الإقامة على ساحل الخليج في الكويت والبحرين وقطر وأبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة وكلباء. وخلال هذه الفترة كانت الطائرات المائية سائدة مثل الطائرات الجوية، وإضطرت الطائرات للهبوط متكرراً للتزود بالوقود أو لإيجاد ملاذ من الطقس السيئ.
التفاوض مع الشيوخ المحليين
كان يلزم التفاوض مع شيوخ المناطق حيث سوف تُقام المرافق الجوية. وكانت أغلبية هذه المفاوضات ممتدة وحساسة لأن الشيوخ وأتباعهم أعتبروا هذه المقترحات كمزيد من التدخل البريطاني في أقاليمهم وأسلوب حياتهم.
وكانت المفاوضات تتعثر أحياناً بسبب قيام بعض المسؤولون البريطانيون بمسح المواقع أو حتى إنشاء المرافق أثناء المفاوضات. وإتخذ المسؤولين البريطانيين نهج متشدد حيث هددوا بفرض عقوبات على الشيوخ إذا أعترضوا على الاتفاقيات وهددوا بوقف المفاوضات.
بدايات مشؤومة
اتسمت الاتفاقيات العديدة المبرمة بين المسؤولين البريطانيين وشيوخ العرب ببنود متشابهة. وعدت الحكومة البريطانية بسداد إيجار شهري أو سنوي للمرافق التي يريدونها. وفي المقابل كان الحكام العرب مضطرين لتأمين المواقع وبخاصة مخازن وقود الطائرات رغم أن تكلفة استئجار الحراس كانت تتحملها الحكومة البريطانية. علاوة على ذلك، وعد المسؤولون البريطانيون أن أطقم الطائرات لن تتدخل في شئون السكان المحليين أو تدخل البلدات المحلية.
ولا عجب أن وصف هذه المرافق الجوية الأولى يحمل كثيرًا من التشابه مع مطارات الخليج في يومنا هذا. على سبيل المثال: بدأ تاريخ الطيران في دبي في ١٩٣٦ مع رسو مركب شراعي في خور دبي، والذي حمل ستمائة طن من البترول وأربعين برميلاً من الزيت المعدني لتزويد الطائرات المائية بالوقود. وكانت مدرجات الهبوط الأولى عبارة عن قطع أراضي مسطحة وصغيرة ومميزة بالنفط الخام.
ظلت بريطانيا تلعب دورًا أساسيًا في تطوير صناعة الطيران في الخليج - من الناحية العسكرية والمدنية - طوال ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. سارعت الحرب العالمية الثانية من وتيرة تطور صناعة الطيران وبخاصة في المواقع الاستراتيجية الرئيسية في المحرق بالبحرين والشارقة. من ١٩٤٨، حلقت أولى الرحلات الجوية المحلية في الخليج، والتي تولت تشغيلها شركة ملاحة الخليج المحدودة، ما بين البحرين والدوحة والشارقة والظهران في المملكة العربية السعودية.