عرض عام
في ١٢ يوليو ١٩١٣، تلقى الرائد آرثر بريسكوت تريفور، الوكيل البريطاني في البحرين تقريرًا عاجلاً من يوسف بن أحمد كانو، التاجر البحريني الذي عمل أيضًا بدوام جزئي ككاتب في الوكالة إما (١) مركز تجاري تابع لشركة الهند الشرقية؛ أو (٢) مكتب تابع لشركة الهند الشرقية ولاحقًا للراج البريطاني. البريطانية، والذي أبلغ عن المرض الشديد للشيخ جاسم بن محمد آل ثاني.
"يبدو الأمر خطيرًا"
كتب عبد الله ابن الشيخ جاسم في إحدى خطاباته أن والده يعاني من تورم في إحدى ساقيه وجانب كامل من جسده. وقد رأى الوكيل السياسي مبعوث مدني رسمي من الامبراطورية البريطانية البريطاني أن الشيخ العجوز ربما يعاني من جلطة وعلَّق على ذلك بأنه أيًا كانت الحالة "يبدو الأمر خطيراً بالنسبة لرجل في عُمر الشيخ جاسم".
تلقى تريفور تقريرًا آخر من كانو يخبره خلاله بتحسُّن حالة الشيخ إلى حدٍ ما عقب خضوعه للكيّ، وهو علاج طبي إسلامي وتقليدي كان متداولاً في الخليج.
أخبار وفاته
أرسل تريفور خطابات إلى الشيخ جاسم وعبد الله للسؤال عن صحة الشيخ وتمنى له الشفاء العالج، إلا أنها قد أُرسلت بعد فوات الأوان. حيث أن الشيخ قد توفى قبل خمسة أيام، في الساعة الرابعة مساءً يوم الخميس ١٧ يوليو ١٩١٣ بعد انتشار الورم ووصوله إلى صدره. وقد دُفن في لوسيل على الساحل بينالمنطقة المعروفة بالدوحة اليوم والخور.
في خطاب إلى تريفور بتاريخ ١٩ شعبان (٢٤ يوليو ١٩١٣)، وجه الشيخ عبد الله -خليفة والده في الحكم- الشكر للوكيل السياسي على خطاباته وأعلن عن وفاة والده: "قضى الله سبحانه وتعالى بوفاته إلى رحمة الله في ليلة يوم الجمعة [الخميس ليلاً]. رحمه الله وغفر له".
"ثروة طائلة"
في خطابٍ أرسله في الأيام التي أعقبت وفاة الشيخ جاسم، ذكر تريفور للسير بيرسي كوكس، المقيم البريطاني في الخليج العربي في بوشهر "يُروَى أن الشيخ جاسم قد ترك ثروة طائلة تم توزيعها حسب الوصايا على الأقارب والخَدَم والعبيد". تلقى تريفور تقريرًا استخباراتيًا آخر من كانو يشرح فيها تفاصيل الثروة التي تركها الشيخ.
ووفقًا لتقرير كانو، فإن قيمة ثروة الشيخ جاسم قد بلغت ٧٠٠٠٠ روبية عملة فضية هندية كانت تُستخدم بشكلٍ واسع في الخليج العربي. و٢٠٠٠٠ دولار و٦٠٠٠ ليرة تركية. وبوصفه ربًا لأسرة تشتهر بتجارة اللؤلؤ، قُدِّرت ثروته من اللؤلؤ بـ ٦٠٠٠٠٠ روبية؛ علاوة على ذلك بلغت القروض المستحقة له في المنطقة ١٥٠٠٠٠ روبية عملة فضية هندية كانت تُستخدم بشكلٍ واسع في الخليج العربي. . كما امتلك العبيد الذين قُدرت قيمتهم بـ ١٠٠٠٠٠ روبية، إلى جانب الجِمال والخيول التي قيل أن قيمتها تعادل ٢٠٠٠٠٠ روبية عملة فضية هندية كانت تُستخدم بشكلٍ واسع في الخليج العربي. . وعلى الرغم من صعوبة تحويل هذه الثورة إلى قيمة مادية في عصرنا الحالي، إلا أنها تعد دلالة على ثروته الطائلة عند وفاته.
توزيع ثروة الشيخ
ذكر كانو أن أملاكه قد "قُسِّمت إلى ثلاثة أجزاء". اثنان منها "لجميع أبنائه وبناته بالتساوي، ويبقى الجزء الثالث بعد دفع ١٠٠٠٠ روبية عملة فضية هندية كانت تُستخدم بشكلٍ واسع في الخليج العربي. لكلٍ من أبنائه منها، تحت تصرف ابنه وخليفته الشيخ عبدالله "لتوزيعها على الفقراء". وفي وقت وفاته، كان للشيخ جاسم أيضًا ثلاثة أطفال كان من المقرر أن يرثوا ٤٠٠٠٠ روبية عملة فضية هندية كانت تُستخدم بشكلٍ واسع في الخليج العربي. "إلى جانب نصيبهم في جُزأي أملاكه".
تلقى أفراد عائلته الممتدة أيضًا مبالغ مالية، بمن فيهم أخوه الشيخ جبور بن محمد آل ثاني، الذي حصل على ٢٥٠٠٠ روبية، وابن أخته الذي حصل على ٥٠٠٠ روبية عملة فضية هندية كانت تُستخدم بشكلٍ واسع في الخليج العربي. وإحدى القريبات التي لم يُذكر اسمها والتي حصلت على ٢٠٠٠ روبية عملة فضية هندية كانت تُستخدم بشكلٍ واسع في الخليج العربي. .
علاوة على ذلك، منح الشيخ جاسم خادمه ٥٠٠٠ روبية، ومنح كلاً من رقيقه الأربعة ٧٠٠ روبية عملة فضية هندية كانت تُستخدم بشكلٍ واسع في الخليج العربي. . وإلى جانب أهل بيته، تم تقديم التبرعات الخيرية للعديد من رجال الدين الوهابيين أحد أتباع الحركة الإصلاحية الإسلامية المسماة بالوهابية؛ يُستخدم أيضًا للإشارة إلى الرعايا والأراضي الخاضعة لحكم أسرة آل سعود. وفقراء نجد.
لم يتم جمع المعلومات الاستخباراتية وقتذاك باستخدام أساليب دقيقة، كما أنه من الصعب تأكيد مدى دقة هذه التفاصيل دون المزيد من الأدلة الوثائقية. إلا أن التقارير الاستخباراتية التابعة ليوسف بن أحمد كانو قد سلطَّت الضوء على ظروف وفاة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني وكانت مؤشرًا على مدى حجم ثروته ومكانته عند وفاته.
علاوة على ذلك، كانت عملية جمع هذه المعلومات الاستخباراتية من قبل البريطانيين ومخبريهم المحليين ذات أهمية سياسية كبرى لبقاء لإمبراطورية. المعرفة تساوي القوة، وكان واجب إداريين الاستعمار البريطاني أن يجمعوا كل المعلومات الممكنة حول ثروات وأوضاع أفراد الأُسر الحاكمة في الخليج. في وقت الانسحاب النهائي للإمبراطورية العثمانية في الخليج العربي، كانت وفاة الشيخ جاسم حدثًا مهمًا بالنسبة للبريطانيين لأن ابنه وخليفته الشيخ عبد الله وقع على المعاهدة البريطانية القطرية بعد ثلاث سنوات في ٣ نوفمبر ١٩١٦.