عرض عام
يصف عازف الموسيقى العرقية سيمون جارجي موسيقى الصوت بأنها "تراث موسيقي حقيقي في منطقة الخليج نابع من روح التأليف المتأصلة في المواهب الشعرية والموسيقية لرواد هذا التراث.
موسيقى صوت هي الموسيقى الحضرية في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج وتتأثر بشدة بالأنواع الموسيقية المستمدة من مجتمعات البدو ومجتمعات الصيد. ونظرًا لإتصال معظم الموسيقيين المتخصصين في موسيقى الصوت بثقافات الموسيقى المجاورة، فقد تأثرت الموسيقى أيضًا بالأنواع الموسيقية الهندية والفارسية والمصرية والأفريقية.
من أجل التمييز بين هذه الموسيقى وموسيقى صوت الخليج والتي تشير إلى نوع موسيقى شعبية في جميع أنحاء الشرق الأوسط حيث يجمع بين عناصر موسيقى البوب التقليدية الخليجية والمصرية والغربية، تتألف موسيقى الصوت في الأساس من اثنين من العناصر الموسيقية المشابكة. فيرجع أصل السلم الموسيقي وطريقة لعب العود إلى الموسيقى العربية الكلاسيكية بينما صدرت الهياكل متعددة الإيقاعات وكلمات الأغاني من التقاليد الموسيقية لمجتمعات البدو ومجتمعات الصيد.
مكان العرض
في الخليج، تؤدي فرق الموسيقى التقليدية (سمرة) عروضها في أشهر الشتاء. ويمكن أداء عروض موسيقى الصوت التقليدية في دار شبه عامة - غرفة كبيرة أو منزل مخصص للموسيقى والرقص - أو ديوانية (مجلس)، مكان الاجتماعات التقليدي للرجال في الخليج، وغالبًا ما يخصص فقط للعروض الموسيقية. في السابق، كان من الممكن أداء العروض الموسيقية في مبنى مؤقت يستخدمه صياد اللؤلؤ للفعاليات الموسيقية. وبينما يجلس الموسيقيون في نهاية الغرفة، يجلس الزوار في صفين طويلين في مواجهة بعضهم البعض. ويتم تشجيع الزوار على المشاركة في التصفيق والرقص.
عرض معاصر لموسيقى الصوت في الكويت
أثناء إجراء ببحث علمي في الكويت، قمت بتصويرعرض لموسيقى الصوت التقليدية في ديوانية عائلة بن حسين. يلتقي أعضاء الديوانية مرة واحدة في الأسبوع على الأقل ليحتفلون بالغناء والموسيقى والدردشة وتناول الطعام معًا. وفي إحدى ليالي مايو ٢٠١٤ تجمع حوالي ستون رجلاً بالديوانية للغناء والرقص وسماع الموسيقى. وبعد صلاة العشاء وأداء عرض مطول لموسيقى الليوة، وهي طقوس رقص على الطريقة الأفريقية، تناول الموسيقيون وجبة عشاء شهية. جلس الرجال على الأرض حول عدة أطباق مدورة كبيرة تعج بالأرز البرياني والسمك الزبيدي المتبل.
بعد تناول الوجبة، بدأت المجموعة في الغناء وعزف موسيقى البحر. وعند منتصف الليل حان وقت عرض موسيقى الصوت. أخذ المغني سلطان المفتاح وعازف العود ناصر أبو عواد وعازف الكمان أحمد الصالحي، والعديد من عازفي المرواس (نوع من طبلة) أماكنهم في نهاية القاعة المستطيلة وبدأوا في عزف موسيقى الصوت الهادئة. جلس الرجال الآخرون حول الفنانين الرئيسيين يستمعون إلى أجمل الكلمات وأروع الألحان مع التصفيق الحار والغناء الجماعي في بعض الأحيان. لم يكن هناك أي تمييز واضح بين الموسيقيين والمتفرجين.
أصل موسيقى الصوت
على الرغم من محاولة بعض المؤلفين التوصل إلى صلة بين موسيقى الصوتوالموسيقى الموصوفة في أنطولوجيا الموسيقى التاريخي كتاب الأغاني ، لأبو الفرج الأصفهاني (٨٩٧-٩٦٧ م) وهو شاعر ومؤرخ عربي ولد في أصفهان من قبيلة قريش، يتفق كثيرون أن موسيقى الصوت تم تطويرها من قبل موسيقيين من الكويت والبحرين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. هناك القليل من الأدلة على وجود صلة بين الأنواع الموسيقية على مدى عدة قرون والعدد القليل من الروايات التاريخية المبكرة المتاحة، وذلك لأن نقل المعرفة في شبه الجزيرة العربية كان يتم شفهياً حتى وقت قريب. كذلك لم تستخدم التسجيلات الصوتية قبل القرن العشرين وذلك بخلاف الوضع مع الممارسات الثقافية الأخرى، والتي يمكن دراستها من خلال البحث في المصادر الوثائقية المعاصرة.
تتفق معظم المصادر على أن موسيقى الصوت كما هي قائمة اليوم تم تطويرها في الكويت من قبل الشاعر والملحن والمغني وعازف العود عبدالله الفرج (١٨٣٦-١٩٠١ / ١٩٠٣). فخلال حياته، تطورت موسيقى الصوت تقريبًا إلى الشكل الذي لا تزال عليه حتى يومنا هذا.
واليوم صارت موسيقى الصوت تحظى بشعبية كبيرة في شرق المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وجنوب العراق؛ وتفاعل الموسيقيون من هذه الدول دائمًا مع بعضهم البعض وأثروا كذلك في بعضهم البعض. لذلك تعتبر موسيقى الصوت من الأنواع الموسيقية الإقليمية المشتركة بين جميع دول الخليج والتي ساعدت إلى حد كبير في عملية بناء الأمة وتعزيز الوحدة العربية.