عرض عام
التصدي لنابليون
استهلت شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا نشاطها التجاري في البصرة في القرن السابع عشر، ومع مرور الوقت أنشأت مقرًا لها هناك. كانت البصرة حينئذ جزءًا من إيالة بغداد التابعة للدولة العثمانية، ومع ذلك كان حكمها في يد سلالة المماليك الجورجية شبه المستقلة. كان يُطلق على الحاكم لقب " الباشا لقب عثماني كان يُستخدم عقب أسماء بعض حكام الأقاليم وكبار المسؤولين المدنيين والقادة العسكريين. "، وكان يحكُم من مدينة بغداد، ولذلك استشعرت شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا ضرورة وجود من يُمثلها هناك. وخلال القرن الثامن عشر، استوفت حاجتها تلك عن طريق شبكات التجار الأرمن الناجحين الذين تعاونوا مع شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا .
وعلى الرغم من ذلك، وفي عام ١٧٩٨، ارتفع مستوى هذا التمثيل بتعيين السير هارفورد جونز بريدجيز كأول مقيم بريطاني في بغداد. كان ذلك بمثابة رد على الغزو الفرنسي لمصر في نفس العام ونتيجة المخاوف البريطانية من كون الهند هي مبتغى نابليون الأساسي. تواجَد المسؤولون والوكلاء الفرنسيون في بغداد كجزء من استراتيجية أوسع نطاقًا لتكوين تحالفات مع حكام محليين في أرجاء الشرق الأوسط وآسيا. ومن ثم، كان على المقيم البريطاني في بغداد جمع المعلومات الاستخبارية والعمل على التصدي للنفوذ الفرنسي في المنطقة.
استُحدثت على الفور مهمة أخرى للمقيمية البريطانية، وهي ضمان سلامة عبور البريد المتبادل بين بريطانيا والهند. كان البريد يسلك في البداية الطريق البحري من الهند مرورًا بالخليج ثم إلى البصرة، ومن البصرة يُنقَل برًا عبر حلب إلى القسطنطينية [إسطنبول]، ثم يُكمل طريقه عبر أوروبا. وفي ذلك الوقت، تمت تجربة طريق جديد بعض الشيء يُنقل فيه البريد من البصرة إلى بغداد قبل حمله نحو القسطنطينية. وأمل المسؤولون البريطانيون أن يكون هذا المسار الجديد أسرع وأسلم، وتولت المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية الجديدة مسؤولية الإشراف عليه.
بغداد واللعبة الكبيرة
بعد فشل غزو نابليون لمصر وسوريا، أصبح الهدف من وجود المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في بغداد أقل وضوحًا. ومع هذا، بقيت المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. على وضعها نظرًا لاهتمام بريطانيا بالمنطقة بدرجة كافية، أو لخوفها من مصالح الدول الأخرى على أقل تقدير. لم يتلاشَ قلق بريطانيا حيال المطامع الإمبراطورية الفرنسية، إلا أن التوسع الروسي في جنوب القوقاز، والتهديد المحتمل لذلك على شمال غرب بلاد فارس وشمال شرق تركيا، كان له النصيب الأكبر من القلق البريطاني؛ مما أشعل التنافسَ الأوسع نطاقًا حينئذ بين بريطانيا وروسيا على النفوذ في آسيا، وعُرف ذلك باسم "اللعبة الكبيرة".
بالإضافة إلى منصب المقيم البريطاني في شركة الهند الشرقية، شغل هارفورد جونز وخلفاؤه منصب القنصل البريطاني في بغداد، وكانوا يرفعون تقاريرهم إلى السفير البريطاني في القسطنطينية. يُبين ذلك كيف كانت المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية حلقة الوصل بين مختلف جوانب أنشطة الإمبراطورية البريطانية. كانت من مهام المقيم البريطاني تمثيل المصالح التجارية لشركة الهند الشرقية في رأس الخليج، فضلاً عن كونه معنيًا بالعلاقات البريطانية في هذا الإقليم الواقع في أقصى شرق منطقة الحكم العثماني، والعمل على تقييم تأثير الأحداث هناك على المصالح البريطانية في المنطقة ككل.
على سبيل المثال، في عام ١٨١٦، كان بساط سعيد باشا لقب عثماني كان يُستخدم عقب أسماء بعض حكام الأقاليم وكبار المسؤولين المدنيين والقادة العسكريين. في بغداد يُسحب من تحت قدميه بوتيرة سريعة، وحاول المقيم البريطاني، كلاوديوس ريتش، التنبؤ بآثار سقوطه الوشيك. فمن خلال تقاريره في ذلك الوقت، أعرب ريتش عن قلقه بشكل خاص من أن عدم الاستقرار الناجم عن ذلك سيضر بالعلاقات بين الدولة العثمانية وبلاد فارس، وقد تحاول روسيا استغلال هذا التدهور في العلاقات. ومن هذا المنطلق، اكتسبت بغداد موقعًا استراتيجيًا مهمًا، وسعى المقيم البريطاني إلى الإحاطة بأي تغيرات قد تُخل بتوازن القوى محليًا.
الدولة العثمانية ومستقبل العراق
في عام ١٨١٠، أُلحقت المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في البصرة بالمقيمية البريطانية في بغداد، وأُعيد تسمية الإدارة المشتركة في عام ١٨١٢، لتصبح الوكالة إما (١) مركز تجاري تابع لشركة الهند الشرقية؛ أو (٢) مكتب تابع لشركة الهند الشرقية ولاحقًا للراج البريطاني. السياسية في الإيالات العراقية العثمانية مصطلح يشير إلى الإقليم الذي يوازي بالتقريب - وإن كان لا يطابق - العراق اليوم، عندما كان واقعًا تحت سيطرة الدولة العثمانية. . وكانت المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في بغداد هي مقر الوكيل السياسي، باستثناء بضع سنوات خلال عشرينيات القرن التاسع عشر، وكان له مُساعد في البصرة. وفي عام ١٨١٨، نُقلت المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية إلى مبنى كبير عى الضفة الشرقية لنهر دجلة، وبقيت هناك حتى عام ١٩٠٤.
استخدم المسؤولون البريطانيون اسم " الإيالات العراقية العثمانية مصطلح يشير إلى الإقليم الذي يوازي بالتقريب - وإن كان لا يطابق - العراق اليوم، عندما كان واقعًا تحت سيطرة الدولة العثمانية. " للإشارة إلى العراق الخاضع للحكم العثماني. تَمثَّل أحد أهداف المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في بغداد في استخدام نفوذها لتعزيز استقرار الأوضاع ومنع حدوث أي ضعف للسلطة العثمانية. ورأت المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية أن هذا الأمر وسيلة مهمة لإبقاء مطامع غيرها من القوى الإمبريالية تحت السيطرة، لا سيما فرنسا وروسيا. وفي الوقت ذاته، توقعت المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية قُرب انتهاء الحكم العثماني في بغداد، وسعت إلى زيادة النفوذ البريطاني استعدادًا لذلك. ولتحقيق هذا، تحتم عليها إيجاد طرق من شأنها زيادة التدخل البريطاني دون استفزاز غيرها من القوى المهتمة.
ومن بين الطُرق التي اتُبعَت لتحقيق هذين الهدفين، الترويج للملاحة البخارية في نهري دجلة والفرات. فخلال الفترة من ١٨٣٥ إلى ١٨٣٧، أُرسلَت بعثة لإجراء عملية مسح، وتم بعدها تخصيص سفينة بخارية حكومية للتنقل بين البصرة وبغداد. وبعد عام ١٨٦١، توسع نطاق هذه الخدمات عن طريق تأسيس شركة الفرات ودجلة للملاحة البخارية على يد عدد من التجار البريطانيين وبدعم من الحكومة. تطلعت بريطانيا من خلال ذلك إلى تعزيز المزيد من التجارة وتشجيع التنمية على طول مجرى النهرين وتحسين العلاقات مع القبائل المحلية. وبالرغم من عدم تحقق هذه الأهداف إلا جزئيًا، فإن تأسيس خدمات السفن البخارية أدى عمومًا إلى ترسيخ الوجود البريطاني وتوسيع نطاقه في المنطقة.
ووفقًا لمعظم الروايات، بدأ التدخل البريطاني في بغداد بانتزاعها من الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى؛ إلا أن ذلك قد مُهد له منذ فترة طويلة. فعلى مدار القرن التاسع عشر، نجحت المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في بغداد في إلجام منافسيها وزيادة النفوذ البريطاني في المنطقة رويدًا رويدًا، واكتسبت في نفس الوقت معرفة تفصيلية عن البلاد وشعوبها من خلال عمليات المسح والرحلات الاستكشافية.
الفوائد العلمية
يحتسب للمقيمية البريطانية في بغداد أيضًا إسهامها في المعرفة البريطانية بتاريخ المنطقة. حيث ارتحل عدد من المقيمين البريطانيين، بما في ذلك كلاوديوس ريتش (١٨٠٨-١٨٢١) وروبرت تايلور (١٨٢١-١٨٤٣) وهنري رولينسون (١٨٤٣-١٨٥٦)، في أرجاء المنطقة وأجروا عددًا من الأبحاث التاريخية والأثرية. كما جمعوا أعدادًا كبيرة من الكتب والمخطوطات التي أُضيفَت لاحقًا إلى مجموعات المكتبة البريطانية، ويتوفر بعضها على مكتبة قطر الرقمية.