عرض عام
تنوعت الأسباب وراء قيام المستكشفين البريطانيين الأوائل برحلاتهم للجزيرة العربية. وشملت تلك الأسباب السعي وراء الشهرة أو الثروة أو الفضول الذهني أو مجرد الرغبة في المغامرة، وكلها عوامل دفعت هؤلاء الناس إلى المخاطرة بحياتهم من خلال السفر إلى هناك. كان أول أوروبي معروف يقوم بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر شبه الجزيرة العربية هو جورج فورستر سادلير، ولكنه لم يكن مدفوعًا بأي من تلك العوامل. وبدلًا عن ذلك، سافر سادلير في صيف ١٨١٩، من القطيف في الشرق، إلى ينبع في الغرب، مدفوعًا بشعور بالواجب تجاه تصاميم الخليج الخاصة بأرباب عمله.
المسافر المتردد
تتضمن المراسلات المبكرة لمقيمية شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا في بوشهر العديد من الإشارات إلى رحلة سادلير. تلقى ويليام بروس، المُقيم في ذلك الوقت، تعليمات من رؤسائه في بومباي لتقديم المساعدة حيثما أمكن. من الواضح أنه كانت هناك قناة اتصال مفتوحة مع بوشهر عندما وصل سادلير إلى الأحساء (الهفوف)، فقد أرسل خطابًا إلى بومباي من خلال المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. في بوشهر تضمن صفحات عديدة لمقتطفات من مذكراته.
قد يكون هناك عديد قليل آخر من المسافرين المترددين الذين أقدموا على المغامرة والدخول إلى شبه الجزيرة العربية. فترد في مذكراته بانتظام كلمات من قبيل "مضجرة"، "غير متحضرة"، "بربرية"، "مروعة"، وقلما أشار إلى كثير حبٍ للأشخاص أو الدولة التي زارها. ورغم ذلك، فقد سجل بدقة تفاصيل المدن التي زارها، مع بيان قوائم بالسكان وملاحظات حول التجارة والمنتجات الزراعية. وهو يصف في نقاط معينة الأشخاص الذين قابلهم في الأماكن التي مرّ بها والبيئة المحيطة بهم، وكانت تلك هي المرة الأولى التي ترى فيها عين غربية الكثير من ذلك.
المسافر المُطيع
إن واقعة كَون سادلير هنالك يعكس في المقام الأول انخراط شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا المتعمق في سياسات المنطقة. ففي سنة ١٨١٨ كان إبراهيم باشا لقب عثماني كان يُستخدم عقب أسماء بعض حكام الأقاليم وكبار المسؤولين المدنيين والقادة العسكريين. قد أكمل هزيمته الساحقة لأول دولة وهابية أحد أتباع الحركة الإصلاحية الإسلامية المسماة بالوهابية؛ يُستخدم أيضًا للإشارة إلى الرعايا والأراضي الخاضعة لحكم أسرة آل سعود. سعودية، حيث عبَر شبه الجزيرة العربية من مصر ووصل إلى القطيف على ساحل الخليج. وقد أحست شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا بوجود فرصة سانحة وقررت أن ترسل إلى الباشا لقب عثماني كان يُستخدم عقب أسماء بعض حكام الأقاليم وكبار المسؤولين المدنيين والقادة العسكريين. خطاب تهنئة وسيفًا تذكاريًا بأمل الحصول على مساعدته ضد ’القراصنة‘ في رأس الخيمة. ونظرًا لعدم رغبة الباشا لقب عثماني كان يُستخدم عقب أسماء بعض حكام الأقاليم وكبار المسؤولين المدنيين والقادة العسكريين. حتى ذلك الحين في الاستغراق في شؤون وسط الجزيرة العربية، كان قرار الشركة بإرسال النقيب سادلير في تلك المهمة يمثل أهمية كبيرة.
تكشف الخطابات في سجلات بوشهر أن سادلير تخلى عن الهدف الرئيسي لمهمته في مرحلة مبكرة. وفي ظل الانسحاب المصري الذي كان جاريًا آنذاك، فقد أصاب في استنتاجه بأن الباشا لقب عثماني كان يُستخدم عقب أسماء بعض حكام الأقاليم وكبار المسؤولين المدنيين والقادة العسكريين. إن كانت لديه الرغبة في التخلي عن القطيف والعقير والهفوف، فلن يكون مهتمًا على الأرجح برأس الخيمة، وهو مكان لم يكن يبدو على قدر بالغ من الأهمية. بيد أن سادلير كان عليه أن يسلم السيف إلى إبراهيم باشا لقب عثماني كان يُستخدم عقب أسماء بعض حكام الأقاليم وكبار المسؤولين المدنيين والقادة العسكريين. . وهي مهمة شعر بضرورة إنجازها من أجل تجنب ’استهجان الحكومة‘.
نهاية مغموطة
توقفت أخبار سادلير مؤقتًا بعد رحيله من الهفوف. والواقع أنه في أواخر ٧ مارس ١٨٢٠، كان بروس لا يزال بانتظار "بعض التقارير المحققة" حول مصير النقيب. وكانت صعوبة الاتصالات وبطؤها آنذاك يعنيان أن المُقيم لم يكن ليعلم أن سادلير وصل إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر قبلها بستة أشهر تقريبًا وعاد إلى الهند من هناك. وفي ملاحقته لإبراهيم باشا، الذي كان قد انسحب إلى المدينة المنورة، أنجز سادلير ما هو أكثر من المهمة المسندة إليه من قبل شركة الهند الشرقية؛ فقد أكمل عبور شبه الجزيرة العربية.
ربما كان سادلير مسافرًا مترددًا وعابرًا، لكن إنجازه كان استثنائيًا وكان تعبيرًا عن توسع دور بريطانيا الآخذ في الخليج العربي إلى ما وراء الساحل وإلى الداخل غير المعروف.