عرض عام
المقالات الأخرى في هذه السلسلة: الجزء الأول، الجزء الثالث
ملاحظة: تحتوي قائمة المصطلحات على المزيد من المصطلحات الملاحية في السجلات.
تاريخ السفن البريطانية في الشرق
كانت أولى السفن البريطانية في الخليج والهند عبارة عن سفن تجارية تابعة لشركة الهند الشرقية، أو سفن تجارية تحمل تصريحًا من الشركة يسمح لها بالتجارة في المنطقة. لكن سرعان ما رغبت الشركة في تشكيل قوة بحرية دائمة تؤمّن مصالحها. وتشكّلت هذه القوة في الهند في أوائل القرن السابع عشر وحملت أسماءً مختلفة على مر العقود التالية. ففي عام ١٦٨٦، سُميّت بـ" بحرية بومباي الأسطول البحري لشركة الهند الشرقية. "، وتنامى حجمها وازدادت أهميتها خلال الصراعات الدائرة بين رئاسة الاسم الذي كان يُطلق على كل تقسيمٍ من التقسيمات الثلاث للأقاليم التابعة لشركة الهند الشرقية، وفيما بعد للراج البريطاني، في شبه القارة الهندية. بومباي والبحرية الماراثية في النصف الأول من القرن الثامن عشر. استُخدمت سفن بحرية بومباي الأسطول البحري لشركة الهند الشرقية. في الخليج لحماية الملاحة البريطانية وحمل حزم الرسائل ونقل الجنود وترهيب السكان المحليين. وفي عام ١٨٣٠، تغير اسمها إلى "البحرية الهندية التابعة لصاحب الجلالة"، وغالبًا ما كانت تُختصر بالحرفين الإنجليزيين "IN". ومنذ عام ١٨٦٣ حتى عام ١٨٧٧، عُرفت القوة مجددًا باسم بحرية بومباي، ثم أصبحت "البحرية الهندية التابعة لصاحبة الجلالة"، قبل تغيير اسمها مرة أخرى إلى "البحرية الهندية الملكية" في عام ١٨٩٢.
كان قائد أسطول الخليج هو الضابط البحري الأول في الخليج العربي، الذي كان يعمل بالتنسيق مع المقيم البريطاني في الخليج العربي، إلا أنه خضع في نهاية المطاف لإمرة قائد البحرية الهندية في بومباي [مومباي].
دور السفن البريطانية
كانت الكثير من السفن في منطقة الخليج سفنًا تجارية، أما السفن التي ورد ذكرها في سجلات مكتب الهند إدارة الحكومة البريطانية التي كانت الحكومة في الهند ترفع إليها تقاريرها بين عامي ١٨٥٨ و١٩٤٧، حيث خلِفت مجلس إدارة شركة الهند الشرقية. فغالبًا ما كان لها دور أكثر "خباثة". فقد استُعملت لـ"إحلال السلام" في دول الخليج، وحماية السفن التجارية البريطانية من الأعداء الأوروبيين. خلال القرن التاسع عشر، تواجدت البحرية البريطانية في الخليج بشكلٍ دائم، لكن عادةً ما كانت السفن الصغيرة فقط متاحة للخدمة، ما لم تكن هناك حاجة استثنائية إلى سفن أكبر. ونظرًا لنقص عدد السفن، استُخدم العديد منها لتقديم أية خدمات ضرورية، سواء كانت هذه الخدمات تقع ضمن المهام المحددة لها أم لا. كانت مياه الخليج ضحلة وشديدة العواصف، ما يعني أن السفن البريطانية المتوفرة لم تكن كلها صالحةً للاستخدام هناك. وقد قام المصممون البريطانيون بابتكار أشكال جديدة من السفن عن طريق تعديل المراكب المحلية التي شاهدوها حولهم والتي كانت أكثر ملاءمةً للظروف السائدة في المنطقة.
المراكب الأوروبية الأخرى
لم تكن السفن البريطانية هي المراكب الأوروبية الوحيدة في مياه الخليج؛ إذ امتلكت قوات بحرية أخرى كالبحرية الهولندية والفرنسية والبرتغالية أساطيل في المنطقة. وعندما تذكر سجلات شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا السفن الأخرى، فإنها غالبًا ما تصنفها كما لو كانت بريطانية. على سبيل المثال، يُشار إلى السفن الفرنسية بموجب نفس نظام التصنيف المستخدَم للمراكب البريطانية، رغم أن البحرية الفرنسية نفسها استخدمت نظامًا مختلفًا.
تسميات السفن البريطانية
إن أسماء السفن البريطانية غالبًا ما تكون مسبوقة بأحرف إنجليزية، مثل "HMS". تمثل هذه الأحرف بادئة اسم السفينة وتشير لملكيتها و/أو نوعها و/أو دورها. وعندما تكون أسماء السفن مسبوقة بالأحرف "HM" أو "HBM"، فإنها تعني "التابعة لصاحب/ة الجلالة"، أو "التابعة لصاحب/ة الجلالة البريطانية"، وتشير إلى أن السفينة كانت جزءًا من البحرية الملكية. أما البادئة "HC" فتعني "التابعة للشركة المحترمة" وتشير إلى سفينة تابعة لشركة الهند الشرقية.
أنواع السفن الأوروبية والأمريكية
في حين أن الأوروبيين الذين أبحروا في الخليج استخدموا السفن المحلية وعدّلوا تصميمها في كثيرٍ من الأحيان، فإن الأنواع التالية من السفن هي تلك التي كانت في الأساس من تصميمٍ أوروبي.
«إيست إنديامان»: يشير هذا المصطلح إلى أي سفينة شراعية تجارية تحمل ترخيصًا من شركة الهند الشرقية، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر. ولأن هذه السفن كانت تبحر من إنجلترا إلى الهند، فقد كانت كبيرة الحجم بحمولة ١١٠٠-١٤٠٠ طن تقريبًا، كما كانت مجهزة بأسلحة خفيفة. كثيرًا ما كانت مذهّبة ومزخرفة بشكلٍ مبالغ حتى نهاية القرن الثامن عشر، حيث خفت الزخرفة بعد ذلك.
«بارْك»: تشير هذه التسمية في الأصل إلى سفينة كبيرة ذات ثلاثة صوارٍ أو أكثر، نًصب على اثنين منهما تجهيز مربع، بالإضافة إلى تجهيز طولاني منصوب على الصاري الخلفي. إلا أن اسم "بارك" بات يُطلق على أي سفينة صغيرة منذ القرن السابع عشر.
«باكيت» (مركب حِزَم): تشير هذه التسمية إلى وظيفة المركب وليس نوعه. ففي القرنين السادس عشر والسابع عشر، كانت مراكب الحزم عبارة عن سفن تُستخدم لحمل الحزم (الرسائل)، وكانت تملكها الحكومة أو تستأجرها. بدأت هذه السفن التي تميزت بسرعتها بنقل بعض الركاب وكميات صغيرة من البضائع تدريجيًا.
«بريج»: سفينة ذات صاريين بتجهيز مربع مع أشرعة طولانية إضافية مثبتة أمام الصاري الأمامي. كانت هذه السفينة موجودة قبل القرن السابع عشر، لكنها أصبحت أكثر شيوعًا خلال القرن التاسع عشر، واستُخدمت كسفن شحن وسفن حربية صغيرة. حملت عادة بين عشرة مدافع وثمانية عشر مدفعًا، وكان لديها قدرة عالية على المناورة.
«بريجانتين»: ازداد حجم هذا النوع من السفن بمرور الوقت من سفينة صغيرة لها صاريان بأشرعة مربعة إلى سفينة أكبر ذات صاريين أحدهما بتجهيزٍ مربع والآخر بتجهيزٍ ذي القائم. كانت هذه السفينة مسلحة تسليحًا خفيفًا وكثيرًا ما كانت تُستخدم لنقل الإرساليات.
«بوم كيتش» (سفينة قذائف): سفينة مسلحة بقذائف الهاون لقصف الشواطئ، وكانت تستخدم عمليًا كسفن مرافقة في كثير من الأحيان. بُنيت في البداية بصاريين، مع ترك مساحة خالية على سطح المقدّمة لنصب مدافع الهاون، لكن بحلول أواخر القرن الثامن عشر أصبحت تُبنى بثلاثة صوارٍ. أطلقت مدافع الهاون قذائف متفجرة بدلًا من الطلقات الصلبة، إلا أن عدم دقتها أو قدرتها على المناورة حال دون استخدامها ضد السفن الأخرى.
«جولي بوت»: قد تُطلق هذه التسمية على عدة أنواع من المراكب، لكنها تشير بالأساس إلى زورق سفينة صغير وعريض مبني بالتراكب، طوله ٣,٦ أمتار تقريبًا. وكان يُدفع بالمجاديف ويُحتفظ به عادة في مؤخرة السفينة. تُستخدم التسمية في سياقٍ آخر للإشارة إلى مركبٍ فارسي-عربي أو هندي صغير، كما استُخدم للإشارة إلى مركب "جاليفات"، الذي تطور ليصبح مركب "جالبوت".
سَكّونة: سفينة شراعية لها صاريان أو أكثر بتجهيزٍ طولاني، وقد تطورت من سفينة السلوب الحربية (انظر أدناه) في أوائل القرن الثامن عشر. كانت السكونة صغيرة وسريعة، واستُخدمت في القتال بالإضافة إلى صيد الأسماك ونقل البضائع. ونظرًا لبساطة تجهيزها، لم تكن السكونة تحتاج إلى عددٍ كبيرٍ من الأفراد لتسييرها، وكان بإمكانها الإبحار بمحاذاة اتجاه الريح.
«سلوب»: مركب صغير ذو صارٍ واحد. غالبًا ما تشير تسمية "سلوب" في السجلات البريطانية إلى سلوب حربية.
سلوب حربية: كان هذا المسمى يُطلق على أي سفينة حربية غير مصنفة في القرن الثامن عشر ومعظم القرن التاسع عشر. وهي سفنٌ مسلحة بما يتراوح بين عشرة مدافع وثمانية عشر مدفعًا مثبتًا على سطحٍ واحد للمدافع، وكان لها صاريان أو ثلاثة. ويقابلها لدى الفرنسيين مركب "الكورفيت". استُخدمت هذه السفن بصورة تماثل الفرقاطات.
«سنو»: على غرار سفن البريج والبريجانتين، كان لهذه السفينة صاريان بتجهيزٍ مربع، حيث كان يُثبت خلف الصاري الرئيسي مباشرةً صارٍ لشراعٍ مميز يسمى شراع "سنو" أو صارٍ لشراع العواصف (وهو صارٍ أصغر يُثبت على درجةٍ فوق السطح). وفي أوائل القرن الثامن عشر، كانت سفن السنو تُزود بما يتراوح بين خمسة مدافع وستة عشر مدفعًا عندما كانت تُستخدم كسفن حربية.
فِرْقاطة: كانت الفرقاطة في القرن الثامن عشر عبارة عن سفينة ذات ثلاثة صوارٍ بتجهيزٍ مربع، شُيدت الفرقاطة بغرض السرعة وكثيرًا ما استُخدمت للقيام بدوريات الحراسة. كان تعريف الفرقاطة يختلف من بلدٍ لآخر ومن زمنٍ لآخر، لكنها كانت على العموم تُزود بما يتراوح بين عشرين وأربعين مدفعًا مثبتًا على سطحٍ واحد للمدافع. وكانت الفرقاطات من الصغر بحيث يتعذر استعمالها في خط المعركة، لكنها كبيرة بما يكفي لتغطية مساحةٍ واسعةٍ بشكلٍ منفرد. كانت الفرقاطة في كثيرٍ من الأحيان أكبر سفينة متاحة لقائد بحرية بومباي الأسطول البحري لشركة الهند الشرقية. في الخليج العربي في القرن التاسع عشر.
«فيرست ريت» (سفينة درجة أولى): هي طريقة لتصنيف السفن البريطانية بناءً على عدد مدافعها، اتُبعت منذ منتصف القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر. صُنّفت السفن حينذاك من الدرجة الأولى إلى الدرجة السادسة، وأي سفينة لا تملك مدافع كافية كي تُصنف كدرجة سادسة كانت تُعتبر غير مصنفة. وكانت سفن الدرجة الأولى والثانية والثالثة (والرابعة قبل ١٧٦٥) تُعرف أيضًا بـ"السفن الخطية"، لأنها كانت تعتبر كبيرة بما يكفي للمشاركة في خط المعركة. هذا وقد اختلفت المعايير الدقيقة لكل درجة من زمن لآخر.
«لايتر»: قارب مسطح القاع، استُخدم لنقل البضائع بين الشاطئ والسفن، خاصةً السفن الراسية في الأخوار.
«كَتَر»: أُطلق هذا المسمى على نوعين مختلفين من المراكب. الأول أحادي الصاري بشراعٍ رئيسيٍ ذي قائم وشراعٍ علويٍ مربع. استُخدم في دوريات الحراسة وفي نقل الركاب والرسائل نظرًا لسرعته، كما كان يحمل بين عشرة مدافع واثني عشر مدفعًا. أما الثاني فكان عبارة عن قارب يُحمل على متن سفينة، له مؤخرة مربعة وغالبًا ما يُدفع بالمجاديف، ويتراوح طوله ما بين ٧ إلى ١٠ أمتار تقريبًا.
«كروزر» (طَرّادة): تشير هذه التسمية إلى الغرض من السفينة وليس حجمها أو تصميم شراعها. تُستخدم الكروزر للطواف ضمن منطقة معينة، غالبًا لاعتراض سفن العدو أو لاستعراض القوة البحرية، وليس للإبحار من نقطة إلى أخرى بشكلٍ مباشر.
«كورفيت»: أنظر تعريف "سلوب حربية" أدناه.
«لانش»: مركب مسطح القاع يُستخدم في المياه الضحلة، عادةً ما يكون ذا صارٍ واحد بتجهيزٍ طولاني. وكان هذا المركب هو أكبر نوع من زوارق السفن في القرنين التاسع عشر والعشرين، واستُخدم لنقل المؤن أو في الحملات العسكرية ضد المراكب الصغيرة أو ساحل العدو.