عرض عام
في أواخر أبريل ١٨٢٠، نزل الملازم توماس لومسدين من سلاح مدفعية الخيالة البنغالي كضيف عند المقيم البريطاني ويليام بروس، في المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في بوشهر، بلاد فارس، وهو ما زال خلال رحلته البحرية الطويلة للعودة إلى لندن. وفي ٢٤ أبريل، كتب لومسدين في مذكراته عن "إجراء شائن" وقع في المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية، تم فيه جلد أحد أعضاء الطاقم الأفارقة بالسوط على متن سفينته، وتوفي على إثره. وبعد ثلاثة أيام، رحل لومسدين ومن معه من المسافرين من بوشهر ممتطين أربعة بغال، والأرجح أنهم لم يفكروا مجددًا في الأفريقي الذي توفي أثناء تواجدهم.
ولكن على النقيض من ذلك، كان على بروس التعامل مع عواقب هذا الحادث المأساوي. فقد أعرب في خطاباته المرسلة إلى حاكم مجلس بومباي عن مخاوفه الحقيقية بشأن مصيبة فرد الطاقم، الذي كان يدعى بلال. ومما كُتب في هذه الخطابات أنه بعد فترة وجيزة من وصول بلال إلى المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية، وبرغم تواجده "في تلك الحالة المرضية التي يتوقع فيها الدكتور داو مصطلح اعتمده المسؤولون البريطانيون للإشارة إلى المراكب الشراعية المحلية المستخدمة في غرب المحيط الهندي. [جراح المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية] وفاته"، فقد أوضح بروس في كتاباته أنه أراح هذا الرجل المريض بإخباره أنه يجب الاعتناء به وإعادته إلى الهند "لتدارك أية أضرار قد لحقت به".

"٧٢ جلدة بالسوط"
كشف التحقيق الذي جرى في أعقاب وفاة بلال عن نتائج تبدو متناقضة مع بضعها. فوفقًا لسجل السفينة التي كان بلال متواجدًا بها، وهي السفينة إليزا، أمر قبطان السفينة، السيد وودهيد، في ٥ مارس ١٨٢٠ بجلد بلال بالسوط اثنتين وسبعين جلدة كعقاب لمحاولة الفرار من السفينة في البحرين. وقد كان بروس يعلم أيضًا أنه بعد تنفيذ العقوبة كان بلال "مستاء" ولم يمكن الحصول على أي عمل آخر منه بعد ذلك، مما أدى إلى ضربه مراتٍ أخرى. ونتيجة لتفاقم حالة بلال، اتخذ وودهيد قرارًا بإنزال هذا الرجل المريض من السفينة في بوشهر في يوم ١٣ أبريل، حيث تم تسليمه هناك إلى المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية وهو "في حالة مرضية مزرية".
بيد أن تشريح الجثة الذي أجراه الدكتور جيمس داو، ونتائجه التي تم تدوينها في خطاب مرسل من المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية إلى بومباي، يشير إلى أنه لم تكن هناك "أي علامات عنف تُذكر" على جسد البحار، وأن "نوبة زحار مفاجأة هي التي أودت بحياته".

انتشار المعاملة الوحشية على متن سفن "الدولة"
إن نقص الأدلة على استخدام العنف والاعتداء على بلال قللت من إمكانية إجراء تحقيق رسمي آخر، ولكن لم يكن بروس مستعدًا لترك هذا الأمر يَمر مرور الكرام. ففي خطاب آخر مرسل إلى الحكومة، بتاريخ ٢٦ أبريل، أعرب بروس عن أمله بأن يقوم "المجلس الموقر […] بالنظر في ضرورة المحاسبة الشديدة للسيد وودهيد في هذه القضية، ليكون عبرة للآخرين. كما يؤسفني القول أن المعاملة على متن السفن التجارية الآتية إلى الخليج لم تكن كما ينبغي تجاه طواقمها في أحيانٍ كثيرة."

كانت طواقم السفن التجارية ("الدولة"، أو "دولة بومباي") التي تجوب البحار حول المحيط الهندي تتألف من جنسيات مختلفة من الرجال. فبينما كان ضباط هذه السفن من الأوروبيين، كان الأفارقة يهيمنون على أفراد طواقمها (يشار إليهم في كثير من الأحيان من قبل البريطانيين بكلمة "سيديس" والبحارة الهنود "لاسكارز". وفي أغلب الأحيان، كانت معاملة ضباط السفن لأفراد الطواقم معاملة وحشية وغير مبررة، ولم تكن العقوبات المفروضة عليهم تسجل دائمًا في سجل السفينة.
هناك الكثير من الأدلة التاريخية على هذه الوحشية. فعلى سبيل المثال، لاحظ اثنان من المبشرين الأمريكان الذان سافرا إلى الهند في سنة ١٨٣٨ أن أفراد طواقم سفن الدولة "كان يتم جمعهم من كل بلد وقبيلة في الشرق"، وكانوا "متكاسلين إلى أبعد الحدود"، مما حدا "بالضباط إلى ضربهم بدون رحمة". وأظهرت التحقيقات الأخرى لبروس في أعقاب وفاة بلال وجود دليلٍ آخر على العنف الذي كان يتم ارتكابه على سفينة إليزا. ففي يونيو ١٨٢٠، أرسل خطابًا إلى الحكومة، يرصد فيه دعاوى أخرى مقامة ضد مسؤولي سفينة إليزا، منها دعوى تتعلق بمدفعي السفينة وموجه الدفة، الذي أصيب "بتورم حول إحدى العينين" إثر اعتداء عليه، "ارتكبه كبار ضباط السفينة عن طريق ضربه بقطعة خشبية".

"مناسب وصحيح"
على الرغم من الدعاوى، اضطر بروس في النهاية إلى التسليم بأن "القبطان وودهيد [قد] قدم إثباتًا يقبل به قاضي التحقيق الأول في الشرطة ومحامي الشركة بأن سلوكه كان مناسبًا وصحيحًا". وتوقف التحقيق في وفاة بلال عند ذلك.
وقد استمرانتشار أعمال العنف ضد أفراد الطواقم المحلية على متن سفن الدولة حتى منتصف القرن التاسع عشر، عندما أدى الانتشار المتزايد للسفن البخارية إلى خفض الحاجة إلى بحارين مهرة. وفي غضون ذلك، بدا أن الملجأ الوحيد للعدالة بالنسبة لكثير من أفراد طواقم السفن هو التمرد العنيف على ضباطهم. "ففي مرات كثيرة خلال سنة واحدة"، لاحظ المبشرون الأمريكيون وهم في طريقهم إلى الهند "تلك الدراما المأساوية التي وقعت في واحدة أو أكثر من سفن الدولة".