عرض عام
مقدمة
كانت يوميات مقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. بوشهر للعامين ١٨٠٥-١٨٠٦ من أولى اليوميات التي فُهرست كجزء من الشراكة بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر. يتضمن المجلد سجلًا لأنشطة شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا في بوشهر على مدار هذين العامين، ويوضح بعض الصعوبات التي واجهها المفهرس (والباحث على حد سواء)، والتي يمكن تصنيفها إلى مشكلات متعلقة بالخصائص المادية، والكتابة بخط اليد، والسياق.
السجل
بخلاف مصنفات رسائل القرنين الثامن والتاسع عشر في المجموعة، يأخذ المجلد (IOR/R/15/1/8) شكل يوميات. إذ يتضمن تدوينات منتظمة تسجل وصول سفن شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا وسفن أخرى إلى بوشهر ومغادرتها، ونسخ من المراسلات التي أرسلها واستلمها المقيم ( القائم بالأعمال ممثل أو مندوب للحكومة في بلد أجنبي. قد يتم تعيين قائم بالأعمال في حال لم يكن لدى الحكومة سفير في ذلك البلد، أو أثناء غياب السفير. ) ويليام بروس. وهناك بالمجمل أربع يوميات لمقيمية بوشهر تغطي الفترة ما بين ١٨٠٣-١٨٠٧.
مشكلات الخصائص المادية
تم معالجة المجلد الأصلي خلال ثمانينيات القرن العشرين على الأرجح، إذ قُوِّيت جميع الأوراق بنسيج مثبت حراريًا، وثُبتت بواقيات ومن ثم غُلفت بمصنف بريدي. لم تكن طريقة الحفظ هذه لتُستخدم في وقتنا الحاضر، ولكنها سهّلت على الأقل إمكانية استخدام المجلد وفهرسته دون إلحاق أضرار إضافية به. ومن أبرز مشكلات حفظ الملفات تجويف أبعاده٦٠×٥٠ مم تقريبًا يظهر في أعلى الورقة الأولى بالمجلد، ويمتد إلى الأوراق الثمانية التالية، متسببًا في فقدان النص الأصلي من ثمانية عشر صفحة بالمجمل. وإذ يصعب تحديد المتسبب في هذا الضرر، إلا أن النمل الأبيض هو الاحتمال الأقرب.
كما لحق بالمجلد أضرار أخرى بفعل الآفات، تمثلت في مئات من الثقوب بحجم غرزات الإبر في عدد من الأوراق. ويعزى ذلك إلى الأروقة التي شقّتها يرقات الحشرات أثناء خروجها من مكان وضع البيض. ويستحيل الجزم أي نوع من الحشرات خلّف هذا الضرر، رغم وجود أدلة على ما يبدو أنه نشاط خنفساء الأثاث، الذي يحتمل أنه حدث في موقع المجلد الأصلي في بوشهر، أو لاحقًا عندما نقلت السجلات إلى الهند.
وفي حين يصعب استعادة بعض النصوص المفقودة، إلا أنه تتبع الصيغ المستخدمة في كتابة هذه اليوميات يخفف من الضرر جزئيًا. على سبيل المثال، الملاحظة في صفحة ١والتي فحواها "إنديفور، سفينة دولة، القائد ج. روبسون"، التي وصلت بتاريخ ١١ أغسطس ١٨٠٥، تفتقد فقط إلى اسم الميناء الذي أبحرت منه السفينة وأول حرف من اسمها. إلا أن المعلومة تكتمل بالملاحظة المذكورة في صفحة ٢و، التي تفيد بأن نفس السفينة التي تحمل نفس القائد "أبحرت من هنا إلى مقر الرئاسة الاسم الذي كان يُطلق على كل تقسيمٍ من التقسيمات الثلاث للأقاليم التابعة لشركة الهند الشرقية، وفيما بعد للراج البريطاني، في شبه القارة الهندية. [في بومباي]" بتاريخ ١٥ أغسطس.
وعلى نحو مماثل، فُقدت من صفحة ٢ظ الخاتمة الرسمية للرسالة التي تحتوي الكلمات "مع كامل الاحترام" والاسم الأول لويليام بروس فقط. كذلك هناك نص صغير مفقود من حواف المجلد، لكن تم تقوية وتثبيت الأوراق هنا جيدًا. إن الأضرار التي خلفتها الآفات طفيفة وتسبب مشكلات قليلة، إلا أن مصنفات الرسائل الأخرى في المجموعة تأثرت بشكل جسيم.
مشكلات متعلقة بالكتابة بخط اليد
يصعب إلى حد ما قراءة خط اليد في المجلد. فالأحرف: e، r، s يعسر تمييزها عن بعضها بعضًا. فهذه الأحرف عند اجتماعها مع الأحرف m، n، w، غالبًا ما تظهر وكأنها سلسلة من شحطات بسيطة بخط اليد مائلة إلى أسفل تجعل من تمييز أسماء العلم تحديدًا أمرًا صعبًا.
يظهر في المجلد أيضًا حرف s الطويل، ورغم اقتراب اندثار شكله في الكتابة المطبوعة، ظل يُستخدم في الكتابة الخطية حتى أواخر ستينيات القرن التاسع عشر. وتتعقد الكتابة أكثر بسبب النقل الحرفي وتهجئة أسماء الأفراد والأماكن العربية والفارسية والتي تبدو الآن غير مألوفة نوعًا ما، إذ يتضمن النص تهجئة محرّفة بالإنجليزية للأسماء التالية: قواسم، البصرة، بوشهر، بندر عباس (الذي استخدم بجانب الاسم الإنجليزي التقليدي جمبرون المحرّف أيضًا).
المشكلات المتعلقة بالسياق
تظهر التواريخ في أعلى الصفحات بالمجلد، إلا في حال وجود تدوينات متعددة في نفس الصفحة، فيتم حينها إدخال التواريخ في الهامش الأيسر. كذلك يرد في اليوميات بعض المصطلحات غير المألوفة، فالفعل "import" والذي يعني "يستورد" مثلًا يستخدم على نحو لازم بالنسبة لسفينة بمعنى "وصولها إلى الميناء"، كما يتضح في العبارة "وصلت من البصرة سفينة شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا تيرنات، القبطان توماس سكينر" (ص. ٩ظ). وبالمثل، تستخدم كلمة "export" والتي تعني "يصدّر" بالمعنى المعاكس "أبحرت من" في اليوميات العائدة لعام ١٨٠٣ (IOR/R/15/1/6). لم يُسّجل أي من هذين الاستخدامين في قاموس أكسفورد الإنجليزي.
المصطلح "Country Ship" [سفينة الدولة] هو مصطلح متخصص استُخدم لوصف السفن التجارية ذات الملكية الخاصة، والتي عملت منذ عام ١٧٩٠ بترخيص من شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا . كما تظهر كلمة "botella" وتستخدم للإشارة إلى قارب شراعي صغير.
النسخ الرقمية عالية الوضوح
رغم صعوبة العمل على بعض سجلات مكتب الهند إدارة الحكومة البريطانية التي كانت الحكومة في الهند ترفع إليها تقاريرها بين عامي ١٨٥٨ و١٩٤٧، حيث خلِفت مجلس إدارة شركة الهند الشرقية. القديمة، إلا أن قيمتها التاريخية تظل أمرًا لا جدال فيه. أما النسخ الإلكترونية العالية الوضوح المتاحة على موقع مكتبة قطر الرقمية فتتمثل فائدتها في توضيح الكتابة الخطية، بالإضافة إلى أنها تمنحنا الفرصة لفهم أشمل للسجلات وهو أمر يتأتى بالصبر والخبرة.