عرض عام
ظروف مناخية قاسية
تَظهر التعليقات حول الطقس والمناخ بشكل متكرر في سجلات مكتب الهند، مشيرةً في الغالب إلى مضاره على صحة أولئك الذين يكتبونها. وتَظهر بعضٌ من أكثر الأحوال الجوية قساوة في مادة كتبها الوكيل السياسي مبعوث مدني رسمي من الامبراطورية البريطانية في الإيالات العراقية العثمانية، كلاوديوس جيمس ريتش، الذي كتب في أغسطس ١٨١٩ واصفًا بوضوح بؤس سكان بغداد، حيث ارتفعت الحرارة لدرجة أن المطر تحوّلَ إلى بخارٍ عندما ضرب الأرض. ولكن، كما هو الحال في العديد من الرسائل من الوكلاء البريطانيين، هناك بعض المبالغة في رواية ريتش، وخاصةً قراءات ميزان الحرارة، والتي يدّعي أنها وصلت إلى ١٨٨ درجة فهرنهايت (٨٧ درجة مئوية) في منتصف الليل في الخارج. لكن نظرًا لأن أعلى درجة حرارة مسجّلة على الأرض هي ١٣٦ درجة فهرنهايت (٥٨ درجة مئوية)، فعلى الأرجح أنه كانت هناك مشكلة إما في مقياس درجة الحرارة أو في بصره.
الوفيات في بوشهر
لم تكن درجات الحرارة المرتفعة بشكل مزعج هي المشكلة الوحيدة بالنسبة للمسؤولين البريطانيين. فقد تهجمُ الأمراضُ فجأةً، وقد يعني الوقت الطويل اللازم لإجراء الاتصالات أن نوّاب المسؤولين قد يضطرون فجأة إلى التدخل عند وفاة رؤسائهم، كما حدث مع الجرّاح المساعد كولين ماكتافيش في المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في الخليج العربي في سبتمبر ١٨٢٣. فبعد أن غادر البصرة بسبب سوء حالته الصحية، وصل إلى بوشهر ليتفاجأ بفريق منهَك. حيث توفي النقيب جون فريدريك سوالو من الفوج الأول لسلاح الفرسان المتمركز في المدينة في أغسطس، وتلاه جرّاح المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية، الدكتور إدوارد ميلوارد، قبل يومين فقط من وصول ماكتافيش. ولم يتبقَّ سوى المقيم السياسي الممثل الرئيسي للمقيمية البريطانية في الخليج وهي الذراع الرسمي للامبراطورية البريطانية من ١٧٦٣ إلى ١٩٧١ نفسه، النقيب جون ماكلويد، الذي أصيب بالحمّى في ١٣ سبتمبر ومات بعد أسبوع. تركت هذه الوفيات الثلاث المتتالية بسرعة مسؤولية المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في يد ماكتافيش الصغير نسبيًا وحده، إلى أن تمكَّن الضابط البحري الأول في الخليج العربي، النقيب هنري هاردي، من الوصول.
تولى ماكلويد منصبه كمقيم سياسي في الخليج منذ ديسمبر ١٨٢٢ عندما حلَّ محلَّ ويليام بروس. ومُنِعَ بروس من العودة إلى الهند حتى وصلَ ماكلويد، بسبب وفاة الجرّاح المساعد تود، مما يعني أنه لم يكن هناك أحد يمكن لبروس تسليمَ المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية إليه. لقد واجه ماكلويد مشاكل أيضًا، حيث لم يتمكن من الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات التي كان يرغب في الحصول عليها عندما توقفَ في قشم، لأن القائم بأعمال الوكيل السياسي مبعوث مدني رسمي من الامبراطورية البريطانية هناك، العقيد براكلي كينيت، كان مريضًا جدًا لدرجة أنه لم يتمكن من رؤيته.
الوفيات في مسقط
لم تكن بوشهر المكان الوحيد الذي جابَ فيه الموتُ غرفَ المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية. فقد كان الوضع في مسقط مقلقًا للغاية لدرجة أنه بعد الوفاة السريعة لمقيمَين على التوالي (الملازم واتس في سبتمبر ١٨٠٨ والنقيب ديفيد سيتون في يوليو ١٨٠٩)، قررت حكومة بومباي حوالي ١٦٦٨-١٨٥٨: إدارة شركة الهند الشرقية في مدينة بومباي [مومباي] وغرب الهند. ١٨٥٨-١٩٤٧: تقسيم فرعي تحت حكم الراج البريطاني، كان معنيًا بالعلاقات البريطانية مع الخليج والبحر الأحمر. عدم تعيين مقيم آخر. لكن ويليام بونس أصر على أنه بإمكانه أن يتولى المنصب، مع بدلٍ إضافي من أجل يخت ليتسنّى له الهروب من المناخ المجهِد إذا لزم الأمر. كان هذا قرارًا متهورًالأنه توفي هو أيضًا في غضون بضعة أشهر. وبعد وفاته في نوفمبر ١٨٠٩، قررت حكومة بومباي حوالي ١٦٦٨-١٨٥٨: إدارة شركة الهند الشرقية في مدينة بومباي [مومباي] وغرب الهند. ١٨٥٨-١٩٤٧: تقسيم فرعي تحت حكم الراج البريطاني، كان معنيًا بالعلاقات البريطانية مع الخليج والبحر الأحمر. أنها لا تستطيع تعيين المزيد من الضباط الأوروبيين هناك، وبدلًا من ذلك دمجت مقيمتي بوشهر ومسقط.
"الهواء السيّء"
غالبًا ما أبلغ المسؤولون البريطانيون عن الأمراض بعبارات غامضة، نظرًا لافتقارهم إلى المعرفة الطبية اللازمة لتشخيص ضربة الشمس أو أمراض معيّنة، مما جعل من الصعب تحديد سبب الحمّى التي قضت على العديد من الرعايا البريطانيين. ففي كلٍ من السجلات والدراسات الطبية التي تعود لتلك الفترة الزمنية، غالبًا ما تُوصف الحمّى بأنها المرض نفسه، وليست أحد الأعراض. وقبل الاكتشافات الهامة في علم الأمراض في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر (مثل نظرية الجراثيم وتلوث المياه)، ألقى العاملون في الميدان الطبي وعامة الناس على حد سواء باللوم على ما يسمى بـ "الهواء السيّء" للاعتقاد بأنه السبب في الحمّى وسوء الصحة.
ومفهوم "الهواء السيّء" الذي عفا عليه الزمن، أو ما يُعرف أيضًا بنظرية الميازما (التلوث)، يعزو أعراض اعتلال الصحة إلى أي نوع من أنواع الهواء الملوث أو الضار (مثل الأحياء الفقيرة المكتظة في بريطانيا). ولكن السجلات تعجّ بوصف هواء الخليج بأنه "مُهلِك" و"ضار" و"مؤذ" بشكل غير عادي لبنية الجسم الأوروبية (IOR/F/4/343/7960، ص. ٩٨و؛ IOR/F/4/905/25661*، ص. ٨و [غير موجود حاليًا على مكتبة قطر الرقمية]؛ IOR/F/4/416/10296، ص. ٣٢٨ظ). رأى الدكتور ويليام كامبل، الجرّاح في المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. البريطانية في الخليج، في عام ١٨٤٨ أن المناخ الحار كان "سببًا فعّالًا في حدوث المرض" (IOR/F/4/2302/118772، ص. ٦٩٧و). وبالإضافة إلى الحرارة، كان الهواء في الخليج رطبًا جدًا أيضًا، وكان البعض يعتقد أن هذا المزيج ضار بدم الشخص وأعضائه الداخلية، على الرغم من أن المصادر البريطانية غير متفقة فيما إذا كان هذا التأثير عالميًا، أم أنه يؤثر فقط على الأوروبيين.
إن توقف حكومة بومباي حوالي ١٦٦٨-١٨٥٨: إدارة شركة الهند الشرقية في مدينة بومباي [مومباي] وغرب الهند. ١٨٥٨-١٩٤٧: تقسيم فرعي تحت حكم الراج البريطاني، كان معنيًا بالعلاقات البريطانية مع الخليج والبحر الأحمر. عن تعيين المقيمين البريطانيين في مسقط يعكس الاعتقاد بأنه لا يوجد دواء أو علاج للمرض الناجم عن مناخ "مُهلِكٍ" سوى مغادرة المنطقة. وفي حالة النقيب سيتون، أوصى الجرّاحون بعودته إلى أوروبا في ١٨٠٨، قبل عام من وفاته. وكثيرًا ما نصح العاملون في الميدان الطبي مرضاهم بـ "تغيير الهواء"، وغالبًا ما يشير الضباط إلى ذلك في طلباتهم من أجل إعفائهم من واجباتهم.
سذاجة الإنجليز في التعامل مع المناخ الحار
في وقت لاحق من القرن التاسع عشر، كانت المعرفة حول أسباب الأمراض تنمو. في ملاحظاته المنشورة في ١٨٥٣، أفاد العقيد ويليام هنري سايكس، عضو مجلس إدارة شركة الهند الشرقية، أن ضابطَين بحريَّين لاحظا وجود صلة بين النظام الغذائي وإمدادات المياه، وانتشار الحمّى بين البحارة الأوروبيين الذين يزورون زنجبار. يسلط سايكس الضوء أيضًا على أهمية التعلم من سكان المناخات الحارة والرطبة، مبينًا أن "قدرًا كبيرًا من الوفيات التي تحدث بين الأوروبيين في المناطق الاستوائية يُعزى جزئيًا إلى عدم مرونة العادات الأوروبية"، مشيرًا إلى أن اتباع النظام الغذائي للسكان المحليين وارتداء ملابسهم والتطبع بعاداتهم سيكون مفيدًا (سايكس، ص. ١١٥). ويُقدم الجرّاح جيمس جونسون إرشادات مماثلة في دراسة نُشرت لأول مرة في ١٨١٨، على الرغم من أن نصيحته تتضمن أيضًا تعليقات عنصرية حول "عادات السكان الأصليين" التي اعتبرها "سخيفة" (جونسون، ص. ٤٩٥).
تُظهر مواقف سايكس وجونسون تحولًا من النظر إلى مناخ الخليج على أنه بطبيعته المتأصلة غير صالح للسكن بالنسبة للأوروبيين، إلى الاعتراف بحاجة الأوروبيين إلى التكيُّف. يشير سايكس، مستشهدًا بنسبة الوفيات السنوية في القوات الأوروبية في الهند التي وصلت إلى ٥.٥٪ في مقابل ٢٪ فقط في القوات الهندية، إلى أن المناخ غالبًا ما اتُّهمَ على نحو خاطئ وأن "الاتهام يجب أن يقع حقًا على عاتق المُتَّهِم" (سايكس، ص. ١١٥).