عرض عام
في مطلع القرن التاسع عشر، أصبحت بريطانيا ترى في بلاد فارس على نحو متزايد شريكًا أساسيًا في الدفاع الاستراتيجي عن الحدود الشمالية الغربية منطقة في الهند البريطانية كانت تحاذي أفغانستان. للهند. وبسبب خوفها أصلاً من التهديدات التي تشكلها فرنسا وروسيا، أمِلَت بريطانيا في إنشاء منطقة عازلة لحماية الهند البريطانية، فقامت بتعزيز حكم القاجار في بلاد فارس وإمداده بالمال والعتاد والجنود.
الحدود الشمالية الغربية
كانت بلاد فارس حينئذ تواجه مشكلات على حدودها الشمالية الغربية. حيث اندلعت الحرب بين روسيا وبلاد فارس عام ١٨٠٤ بسبب النزاع على أقاليم بلاد فارس القوقازية. وفتحت الحرب أعين بلاد فارس على حاجتها للإصلاح العسكري، إذ إنها لم تمتلك جيشًا دائمًا، كما أن التنظيم العسكري القائم على النهج القبلي قد خلّف نواقص كثيرة مقارنة بالقوات الروسية التي يقوم تنظميها على أساس احترافي.
بعد الانتكاسات التي وقعت في بداية الحرب، ارتأى ولي العهد عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". إلى أن الحل الأفضل يتمثل في إصلاح القوات المسلحة على النهج الأوروبي. ومن الاعتبارات الأخرى التي استرعت اهتمامه هي إمكانية اندلاع صراع داخلي على الخلافة؛ إذ إن جيشًا مدرّبًا ومجهزًا على الطراز الأوروبي كان سيعزز موقفه على الأرجح.
وقد نجحت بلاد فارس في مفاوضاتها بشأن الحصول على مساعدة عسكرية من فرنسا في عام ١٨٠٧، وتلقّت مفرزة ضباط صغيرة في ديسمبر من ذلك العام، التي قدمت بدورها التدريب والمعدات لقوات عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". . وخوفًا من وقوع غزو فرنسي فارسي للهند، أرسل البريطانيون مبعوثين، فكان التصديق على معاهدة أولية في يونيو ١٨٠٩. وجرى تعديل المعاهدة في عامي ١٨١٢ و١٨١٤، ونصّت المعاهدة على دفع شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا مساعدة مالية لتدريب وتجهيز القوات المسلحة الفارسية.
"ماذا أفعل بالتبغ والسكر؟"
في يناير ١٨١٠، فُوِّض السفير البريطاني المعين حديثًا في بلاد فارس، السير جور أوسيلي، بتقديم مساعدة مالية سنوية قدرها ٢٠٠٠٠٠ تومان عشرة آلاف دينار فارسي، أو عملة ذهبية بهذه القيمة. . لكن المدفوعات لم تصل جميعها بالشكل المتوقع؛ ففي مايو ١٨١٠، اشتكى عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". إلى السير هارفورد جونز الذي سلِف أوسيلي، من تلقي مدفوعات على شكل تبغ وسكر.
بدأ البريطانيون أيضًا بتصدير الأسلحة إلى بلاد فارس. حيث تسجل فاتورة استلمها القائم بأعمال المقيم البريطاني في بوشهر، ويليام بروس، في نوفمبر ١٨١٢ شحنة قدرها ١٧٠٠٠ بندقية جديدة متجهة من الهند إلى بوشهر على متن سفينة شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا "اللورد مينتو". وبحلول نهاية الحرب، استلم عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". عشرين مدفعًا و١٠٠٠ سيف كهدية من مبعوث بريطاني آخر وهو العميد جون مالكوم. بالإضافة إلى نقل الأسلحة، أنشأ البريطانيون أيضًا ترسانة في تبريز لإنتاج المدافع والبارود والذخيرة.
التقدم يُسعد الفرس
بالإضافة إلى تمويل الفرس وتجهيزهم بالمعدات، أرسل البريطانيون بعثة صغيرة من الضباط والجنود لتدريب قوات عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". مستخدمةً الأساليب الأوروبية. تشكلت نواة البعثة في عام ١٨١٠ بالملازمين تشارلز كريستي وهنري ليندساي، والملازم ويليام مونتيث من حاشية مالكوم التي بقيت في بلاد فارس بعد رحيله. انضم إليهم هنري وجورج ويلوك من بعثة جونز عام ١٨٠٨، وانضم لاحقًا قوات من المدفعية الملكية، والمهندسين الملكيين، والفوج السابع والأربعين (لانكشاير)، مما أدى إلى ازدياد مراتب ضباط البعثة إلى أكثر من خمسين مرتبة. وارتفع عددهم بانضمام جنود هنود حصلوا على وسام عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". لتدريب وحدة من مدفعية الخيالة.
بحلول عام ١٨١٢، تفاخر عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". بجيش قوامه حوالي ١٣٠٠٠ جندي. وفي يناير من ذلك العام، أبلغ أوسيلي الحاكم العام في الهند، اللورد مينتو، أن الفرس اعتبروا أن قواتهم "تحسنت وتعززت بشكل كبير من خلال اعتماد الانضباط الأوروبي" (IOR/L/PS/9/68/122، ص.٣ظ). فضلًا عن ذلك، كان الشاه فتح علي شاه قاجار مسرورًا جدًا بتقدم البعثة لدرجة أنه أبلغ أوسيلي في مارس بنيته تشكيل جيش قوامه ٥٠٠٠٠ جندي لعباس ميرزا، وقدم طلبًا لشراء ٣٠ ألف بندقية بريطانية (IOR/L/PS/9/68/128، صص. ١و-١ظ).
الانضمام لحملات عباس ميرزا
كذلك انضمت القوات البريطانية إلى جيوش عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". في حملاتها. حيث رافق كريستي وليندساي ومونتيث عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". إلى خانية يريفان في أواخر صيف وخريف عام ١٨١٠. ويوضح كريستي في رسالته إلى جونز المسيرات الطويلة والأمطار الغزيرة، مبلغًا عن عدة هجمات فاشلة شنتها القوات الفارسية ضد التحصينات الروسية.
في مطلع عام ١٨١٢، كان كريستي وليندساي والرائد جوزيف دارسي من المدفعية الملكية وجورج ويلوك جزءًا من حملة متجددة وأكثر نجاحًا، حيث شاركوا في الانتصار الفارسي في سلطان آباد على نهر أراس في فبراير. ومّثل هذا الانتصار الاستخدام الناجح للمشاة المدربين حديثًا على النمط الأوروبي بأمر من عباس ميرزا، حيث لعبت المفرزة البريطانية دورًا هامًا قاد فيه كريستي وليندساي قوة المشاة الفارسية، بينما قاد دارسي وحدة المدفعية.
نهاية الحرب
على الرغم من نجاح قوات عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". في سلطان آباد، إلا أنها منيت بهزيمة ساحقة على الضفة الشمالية لنهر أراس في أصلاندوز ليلة ٣١ أكتوبر ١٨١٢. حيث قبضت قوة روسية صغيرة على قوة مشاة قوامها حوالي ٥٠٠٠ جندي يقودها عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". بنفسه وكبدتهم خسائر فادحة. قُتل كريستي في القتال، وفي يناير ١٨١٣، اقتحم الروس القلعة الفارسية في لانكران الواقعة على ساحل بحر قزوين، ولم يأسروا أحد.
في هذه الأثناء، اجتاح نابليون روسيا في يونيو ١٨١٢، دافعًا البريطانيين إلى إعادة النظر في دعمهم لبلاد فارس. كانت روسيا حليفًا أساسيًا لبريطانيا ضد نابليون، وكان الوجود العسكري البريطاني في بلاد فارس يتعارض على نحو متزايد مع الحرب الأوسع ضد فرنسا النابليونية. ضغط أوسيلي على الحكومة الفارسية لتسعى إلى تحقيق السلام مع روسيا، وأفضت الوساطة البريطانية إلى توقيع معاهدة جلستان في أكتوبر ١٨١٣. ترتب على ذلك تنازل بلاد فارس عن مساحات شاسعة من أراضيها في شرق القوقاز، بما في ذلك أجزاء كبيرة من ولايات جورجيا وأرمينيا وأذربيجان وجمهورية داغستان الروسية حاليًا.
نهاية البعثة
بعد معاهدة جلستان، بدأ البريطانيون في إنهاء البعثة العسكرية. وخلال المفاوضات في نوفمبر ١٨١٤ لتعديل التزامات المعاهدة الخاصة بكل طرف، ناشد الفرس البريطانيين للإبقاء على دعمهم.
لكن بحلول عام ١٨١٥، ما لبث أن توقف دفع المساعدات المالية لبلاد فارس، وسُحبت غالبية البعثة. ولم يبقَ في بلاد فارس سوى عدد قليل من القوات البريطانية، والتي تلّقت أوامر بعدم المشاركة في عمليات ضد أي دولة كانت بريطانيا في سلام معها، وتحديدًا روسيا.
بلاد فارس تخسر القوقاز
ظلت وتيرة التوترات مرتفعة في القوقاز بعد البنود المهينة لمعاهدة جلستان، واندلعت الحرب مرة أخرى في عام ١٨٢٦. وعلى الرغم من التزامات البريطانيين التي تنص عليها المعاهدة، فإنهم رفضوا تقديم أي دعم. وبعد الهزيمة عام ١٨٢٨ ومعاهدة تركمنشاي اللاحقة، تنازلت بلاد فارس عن آخر مقاطعاتها القوقازية المتبقية لروسيا.
فشلت طموحات عباس ميرزا لقب تشريفي كان يُستخدم للأمراء، ثم للقادة العسكريين، ولاحقًا للوزراء وزعماء القبائل وغيرهم من "النبلاء". والمساعدة البريطانية في نهاية المطاف في وقف التوسع الروسي في القوقاز. وعلى الرغم من حالة الوفاق الأنجلو-روسي عام ١٨١٢، إلا أن النمو الروسي كان يقلق البريطانيين بشكل متزايد طوال القرن التاسع عشر. أدى الخوف من هجوم روسي على الهند إلى مزيد من التدخل الدبلوماسي والعسكري البريطاني في بلاد فارس، وهو جزء مما أصبح يُعرف باسم "اللعبة الكبرى". ربما كانت بعثة ١٨١٠-١٨١٥ مثالًا مبكرًا على التدخلات على مدى القرون التالية، إلا أنها لم تكن الأخيرة.