دليل اطّلاع: IOR/L/MAR سجلات الإدارة البحرية (١٦٠٠- حوالي ١٨٧٩)

اقتبس هذه المقالة

عرض عام

هذا دليل للاطلاع على يوميات السفن التابعة لشركة الهند الشرقية والسجلات ذات الصلة (سلسلة ملفات IOR/L/MAR/A و IOR/L/MAR/B) والسجلات البحرية المتنوعة لشركة الهند الشرقية ومكتب الهند (ملفات IOR/L/MAR/C) المتاحة على مكتبة قطر الرقمية.

ما هي ملفات IOR/L/MAR؟

كان من عادة قائد السفينة وكبار الموظفين الآخرين على السفن التابعة لشركة الهند الشرقية أن يحتفظوا خلال الرحلات البحرية بتقريرٍ مفصّل عن الرحلة في دفتر يوميات أو سجلٍ خاص بالسفينة. وتعد يوميات الرحلات المتجهة إلى مرافئ في الخليج وشبه الجزيرة العربية على موقع مكتبة قطر الرقمية جزءًا من مجموعة يوميات وسجلات السفن والسجلات ذات الصلة التي تشكل سلسلة سجلات مكتب الهند إدارة الحكومة البريطانية التي كانت الحكومة في الهند ترفع إليها تقاريرها بين عامي ١٨٥٨ و١٩٤٧، حيث خلِفت مجلس إدارة شركة الهند الشرقية. IOR/L/MAR/A (١٦٠٥-١٧٠٥) و IOR/L/MAR/B (١٧٠٢-١٨٥٦). وتتضمن ملفات IOR/L/MAR/A أيضًا دفاتر حسابات السفن، التي تحوي سجلات مالية لطاقم السفينة إلى جانب قوائم بأفراد الطاقم.

قائمة بأفراد الطاقم في دفتر حسابات السفينة "مونتاجو" في رحلتها المتجهة إلى سورات في ١٦٩٩-١٧٠٢. IOR/L/MAR/A/CXXV، ص. ١٠ظ
قائمة بأفراد الطاقم في دفتر حسابات السفينة "مونتاجو" في رحلتها المتجهة إلى سورات في ١٦٩٩-١٧٠٢. IOR/L/MAR/A/CXXV، ص. ١٠ظ

تشكل سجلات شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا الباقية إلى اليوم، وسجلات مكتب الهند إدارة الحكومة البريطانية التي كانت الحكومة في الهند ترفع إليها تقاريرها بين عامي ١٨٥٨ و١٩٤٧، حيث خلِفت مجلس إدارة شركة الهند الشرقية. بعد استلامه إدارة الشؤون البحرية للشركة (بعد ١٨٥٨)، سلسلة IOR/L/MAR/C من السجلات البحرية المتنوعة. وقد أصبحت الملفات المتعلقة بالخليج وشبه الجزيرة العربية ضمن هذه السلسلة متاحةً على مكتبة قطر الرقمية.

ما هو السياق التاريخي للسجلات؟

بموجب ميثاق تأسيسها في ٣١ ديسمبر ١٦٠٠، احتكرت شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا جميع النشاطات التجارية الإنجليزية (ولاحقًا البريطانية) شرق رأس الرجاء الصالح. حيث عززت الرحلات الهولندية إلى جنوب شرق آسيا أواخر القرن السادس عشر آمال التجار الإنجليز بجني أرباح طائلة من تجارة التوابل، وفي الوقت ذاته أثارت المخاوف من أن تسيطر هولندا على التجارة الشرقية. لذا أبحر أول أسطول لشركة الهند الشرقية في ١٣ فبراير ١٦٠١، وكان مؤلفًا من أربع سفن، باتجاه جزيرتيّ جاوة وسومطرة الشهيرتين بإنتاج الفلفل.

وبين عامي ١٦٠١ و١٦١٤، أرسلت الشركة أحد عشر أسطولًا آخر إلى آسيا. أُديرت كل واحدة من هذه الأساطيل "كرحلة برأسمال منفصل"، ما يعني أن هذه الأساطيل مُوِّلت بشكلٍ منفرد وأنها احتفظت بحساباتها ووزعت أرباحها بصورة مستقلة. ثم في عام ١٦١٤ استُبدِل نظام الرحلات المستقلة برأسمال مشترك، الأمر الذي وفّر تمويلًا متواصلًا للرحلات التجارية السنوية إلى آسيا.

كانت الشركة في البداية تشتري سفنها الخاصة بها أو تقوم ببنائها، ولكن بعد إغلاق حوض بناء السفن الخاص بالشركة عام ١٦٥٢، أصبح استئجار الشركة للسفن من ملّاك مستقلين أمرًا معتادًا. ولئن كان أصحاب السفن مسؤولين عن تأمين الطاقم، فإن الشركة هي من كان يعيّن الضباط كما كانت تمارس رقابة صارمة على دفع رواتب جميع الرتب في الطاقم، والتجارة الخاصة لأفراد الطاقم، ورسوم المسافرين.

لوحة زيتية تصور "سفن إيست إنديامان في مهب الريح"، بريشة تشارلز بروكينج. المتحف البحري الوطني، جرينتش، لندن. ملكية عامة
لوحة زيتية تصور "سفن إيست إنديامان في مهب الريح"، بريشة تشارلز بروكينج. المتحف البحري الوطني، جرينتش، لندن. ملكية عامة

كانت أندونيسيا هي الوجهة الرئيسية لأول اثنتي عشرة رحلة، وتم تأسيس أول " وكالة إما (١) مركز تجاري تابع لشركة الهند الشرقية؛ أو (٢) مكتب تابع لشركة الهند الشرقية ولاحقًا للراج البريطاني. " إنجليزية أو مركز تجاري في آسيا في بانتن على جزيرة جاوة. إلا أن المنسوجات الصوفية، وهي منتج التصدير الرئيسي من إنجلترا، لم تلقَ رواجًا في جنوب شرق آسيا، حيث لم تكن ملائمة أبدًا للمناخ الاستوائي. وفي المقابل، كان هناك إقبالٌ كبيرٌ على القطن الهندي.

ضمّت شبه القارة الهندية عدة مناطق تجارية منفصلة، وكان كلٌ منها متصلًا بعددٍ من المناطق التجارية في أنحاء آسيا. فكانت السفن الكوجاراتيّة، على سبيل المثال، تصدّر القطن منذ فترة طويلة إلى جاوة وسومطرة مقابل الفلفل والتوابل، كما كانت تتاجر مع مرافئ على البحر الأحمر وفي الخليج.

صدرت التعليمات لسفن الرحلة الثالثة بالإبحار إلى بانتن عبر بحر العرب وسورات للاستفادة من هذه الشبكات التجارية القائمة، واستطلاع أسواق محتملة للصوف الإنجليزي، واستكشاف فرص جديدة للتجارة. وفي سورات، المرفأ الرئيسي للإمبراطورية التيمورية أو المغولية (١٥٢٦-١٨٥٧)، أسست الشركة إحدى "الوكالات" الرئيسية التابعة لها في الهند.

إلى جانب بانتن وسورات، تضمّنت الوجهات الأخرى لسفن الشركة بلاد فارس [إيران] تحت حكم الصفويين، حيث كان يوجد الحرير الخام، والمخا، حيث كانت تُشترى القهوة. وبحلول ستينيات القرن السابع عشر، أصبحت القهوة منتج التصدير الرئيسي من مرافئ البحر الأحمر.

تدوينات بتاريخ ٨-١٢ يوليو ١٧٢٤ في يوميات السفينة "لندن"، بينما كانت السفينة راسيةً في طريق المخا، IOR/L/MAR/B/313B، ص. ٤٥ظ
تدوينات بتاريخ ٨-١٢ يوليو ١٧٢٤ في يوميات السفينة "لندن"، بينما كانت السفينة راسيةً في طريق المخا، IOR/L/MAR/B/313B، ص. ٤٥ظ

وكان من بين الموانئ التي توقفت فيها السفن في الخليج وشبه الجزيرة العربية: جدة، عدن، سوقطرة، مصيرة، مسقط، البصرة، بوشهر، قشم، بندر عباس، جاسك.

وتضمنت الوجهات الأخرى: مدراس [تشيناي]، بومباي [مومباي]، كلكتا، كاليكوت [كوزيكود]، بورنيو، اليابان. كما شملت الرحلات مواقع أخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية والكاريبي.

رسم تخطيطي لـ "السفينة ديفينس في المرسى في خليج تيبل"، من يوميات السفينة "ديفينس"، بتاريخ ١٧٣٨-١٧٤٠، IOR/L/MAR/B/647B، ص. ١٩ظ
رسم تخطيطي لـ "السفينة ديفينس في المرسى في خليج تيبل"، من يوميات السفينة "ديفينس"، بتاريخ ١٧٣٨-١٧٤٠، IOR/L/MAR/B/647B، ص. ١٩ظ

بحلول أوائل القرن التاسع عشر، كانت ٤٠-٥٠ سفينة تبحر عادةً في رحلات تابعة لشركة الهند الشرقية كل سنة. غير أن تجديد ميثاق الشركة عام ١٨١٣، حدّ من احتكارها للتجارة مع الصين، ثم أُلغيت احتكاراتها المتبقية بموجب ميثاق ١٨٣٣، الذي أنهى وجودها كمنظمة تجارية.

ما هي محتويات ملفات IOR/L/MAR؟

تسجل غالبية التدوينات اليومية في يوميات السفن وصول السفينة ومغادرتها للموانئ المختلفة في طريقها، والرياح والظروف الجوية الأخرى، ونشاطات أفراد الطاقم، ومصادفة السفن الأخرى، والأمراض والوفيات بين أفراد الطاقم، والعقوبات المتخذة بحق أفراد الطاقم جراء ارتكاب مخالفات شتى، والمشاهدات العرضية للطيور والأسماك والحيوانات البحرية الأخرى.

تدوينات بتاريخ ٢٠-٢١ مارس ١٧٨٤ في يوميات السفينة "أوروبا"، خلال إبحارها من مسقط نحو البصرة. IOR/L/MAR/B/425E، ص. ١١٣و
تدوينات بتاريخ ٢٠-٢١ مارس ١٧٨٤ في يوميات السفينة "أوروبا"، خلال إبحارها من مسقط نحو البصرة. IOR/L/MAR/B/425E، ص. ١١٣و

عند وجود السفن في المرفأ، كانت التدوينات تسجل كذلك البضائع والمؤن التي يتم تحمليها على السفينة، والبضائع وصناديق الكنوز التي يتم تفريغها وأخذها إلى الشاطئ لأغراض تجارية. وعندما كانت السفن في عرض البحر، كانت التدوينات تسجل أيضًا معلوماتٍ ملاحية من قبيل قياسات خطوط الطول والعرض، والتغيرات، ومسار السفينة، بالإضافة إلى مشاهدات اليابسة واتجاهها. كما تحتوي اليوميات أحيانًا على رسوم تخطيطية، أغلبها للسواحل.

رسم تخطيطي لـ"جبل جمبرون"، بندر عباس، في يوميات السفينة "مارثا"، بتاريخ ١٧٠٠-١٧٠٢. IOR/L/MAR/A/CXLVI، ص. ١١٢ظ
رسم تخطيطي لـ"جبل جمبرون"، بندر عباس، في يوميات السفينة "مارثا"، بتاريخ ١٧٠٠-١٧٠٢. IOR/L/MAR/A/CXLVI، ص. ١١٢ظ

بين عشرينيات القرن السابع عشر وأواخر القرن الثامن عشر، قامت شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا بشراء آلاف المُستَعبَدين ونقلهم من أفريقيا (على الأخص مدغشقر وشرق أفريقيا) والهند وجنوب شرق آسيا لاستخدامهم في أعمال السخرة في مؤسساتها المتعددة، خاصةً وكالة إما (١) مركز تجاري تابع لشركة الهند الشرقية؛ أو (٢) مكتب تابع لشركة الهند الشرقية ولاحقًا للراج البريطاني. شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا في بنجكولو على جزيرة سومطرة. من بين يوميات السفن المتاحة على مكتبة قطر الرقمية، تتضمن ثلاث يوميات على الأقل إشارات مقتضبة إلى حيازة المُستعبدين (IOR/L/MAR/A/XLVII، ص. ٢٩و؛ IOR/L/MAR/A/XLIX، ص. ٢٩ظ، التدوينات بتاريخ ٢٣ يوليو ١٦٢٨)، وإلى وفاة المستعبدين على متن السفينة (IOR/L/MAR/A/CIII، تدوينات تشمل تواريخ ٣ سبتمبر و١٣ سبتمبر ١٦٩٨).

بالإضافة إلى سجلات الحسابات وقوائم الطواقم في سلسلة ملفات IOR/L/MAR/A، تتضمن بعض اليوميات في سلسلة ملفات IOR/L/MAR/B قوائم بمختلف الأشخاص الذين تم نقلهم على متن رحلات شركة الهند الشرقية، مثل أفراد الطاقم، والركاب، وجنود الشركة، والبحارة الهنود والعرب المحليين (المشار إليهم بمسمى " لسكر مصطلح استخدمه المسؤولون البريطانيون لوصف البحارة غير الأوروبيين العاملين على متن سفن شركة الهند الشرقية. ") الموظفين للقيام بمهام شتى.

يوجد كذلك العديد من الملفات من سلسلة السجلات البحرية المتنوعة IOR/L/MAR/C على مكتبة قطر الرقمية، بما في ذلك: مراسلات تتعلق ببعثة الفرات في ١٨٣٥-١٨٣٦ (IOR/L/MAR/C/573، IOR/L/MAR/C/574)؛ يوميات وسجلات أخرى لرحلات في الخليج والبحر الأحمر وشبه الجزيرة العربية والهند (IOR/L/MAR/C/570، IOR/L/MAR/C/587)؛ أوراق متفرقة تتعلق بالتجارة في البحر الأحمر والخليج بتاريخ ١٧٧٣-١٨١٣ (IOR/L/MAR/C/891)؛ مسح للساحل الشرقي لأفريقيا في ١٨١٠-١٨١١ (IOR/L/MAR/C/586).

ما هي أهمية هذه السجلات؟

احتفظت شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا بيوميات السفن كدليلٍ على وفائها ببنود ميثاقها. كما كانت متاحةً لأي من قادة الشركة للرجوع إليها. بالإضافة إلى ذلك، فقد استعان أخصائيون متعاقبون في الجغرافيا البحرية بالملاحظات والبيانات الملاحية – المستفيضة في كثيرٍ من الأحيان – التي تضمنتها اليوميات بغرض تطوير الخرائط البحرية الخاصة بالشركة.

تشكل ملفات IOR/L/MAR مجموعةً فريدةً وقيمةً من المصادر الأولية لمجالاتٍ بحثيةٍ متعددة، بما في ذلك: تاريخ شبكات التجارة العالمية؛ العلاقات بين التجار البريطانيين والطواقم والشعوب المتنوعة في عدة أجزاء من آسيا وأفريقيا وأماكن أخرى؛ التنافس بين القوى الأوروبية وجذور الاستعمار البريطاني في آسيا؛ الملاحة البحرية بعيدة المدى؛ تجارب الحياة اليومية على متن السفن وأثناء الرحلات الطويلة؛ أنماط الطقس عبر التاريخ على مر ما يزيد عن قرنين من الزمن.